مع بقاء أيام معدودة على انطلاق عملية الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024، وتزامنا مع بدء المرحلة الثالثة من التكوين الحضوري، رصد بعض المشاركين صعوبات تقنية في اللوحات الإلكترونية التي تم تزويدهم بها.
ونشر عدد من المشاركين، عبر مجموعات متفرقة حول الإحصاء في مواقع التواصل الاجتماعي، تدوينات يشتكون فيها من “عدم قدرتهم على تشغيل اللوحات الإلكترونية (طابليت) بعد إطفائها”.
من جهة أخرى، كشف آخرون عن “ضعف في بطارية اللوحات الإلكترونية، وصعوبة بالغة في شحنها، حيث تأخذ وقتا طويلا في الشحن، دون تحقيق نسب عالية”؛ في وقت أكد البعض منهم “عدم قدرتهم على شحنها في الأصل”.
وقال أحدهم، وفق المصادر عينها، إن “هذه اللوحة الإلكترونية ثقيلة للغاية، نخاف أن يحدث مشكل في الميدان”.
وسط هذه المشاكل التي بدأت تتراكم وفق قول المشاركين، تم تداول معطيات بأن “اللوحات الإلكترونية ربما تخضع تلقائيا لعملية التحديث، أو تم جعلها في هذا الوضع حتى لا تكون تحت الاستخدام الفردي”.
وبيّنت المصادر عينها أن “اللوحات الإلكترونية، التي سيتم اعتمادها في عملية الإحصاء، تقدم خدمة الإنترينت اللامحدود؛ لكن وفق حد من الاستخدام إذا تم تجاوزه تكون الإنترنيت ضعيفة”.
وسبق أن كشف أحمد الحليمي علمي، المندوب السامي للتخطيط، أن “العاملين في مجال الإحصاء ستكون في متناولهم لوحات إلكترونية تمكنهم من التعرف على مناطق الإحصاء؛ بما فيها من مساكن وبنايات ومسالك ووديان وغيره”.
وفق الحليمي علمي، تم “توفير 55 ألف لوح إلكتروني، يضم “اختبارات المطابقة والاتساق”؛ مما سيُمكّن الباحث من التحقق، بشكل آني، من صحة المعطيات المجمَّعة وإرسالها بطريقة آمنة إلى مركز تدبير المعطيات من أجل معالجة ونشر النتائج على شكل مؤشرات تتعلق بالأسئلة الديمغرافية والاجتماعية والاقتصادية على المستوى الوطني، الجهوي ثم الإقليمي والمحلي”.
حسن خرجوج، خبير في التسويق الرقمي والتطوير المعلوماتي، اعتبر أن “حدوث هذه المشاكل للأجهزة الالكترونية يعني بدون شك أنها نسخ قديمة، وأيضا ضعيفة من حيث الخصائص الرقمية”.
وأضاف خرجوج، في تصريح لهسبريس، أن “ورشا وطنيا كبيرا، مثل الإحصاء، يتطلب أجهزة جد متطورة. وبالنسبة للألواح الإلكترونية، كان يجب توفير النسخ الحديثة، والتي تواجه مختلف هذه التحديات، وتوفّر سلاسة في العمل، لأوقات طويلة”، مستدركا بأن “ذلك في الواقع يتطلب ميزانية جد كبيرة؛ بالنظر إلى الأسعار الحالية في السوق الإلكترونية العالمية”.
وأورد المتحدث عينه أن “نسخ اللوحات الإلكترونية المعتمدة في عملية الإحصاء يرجّح أن تضع المشاركين أمام تحدي الحرارة المرتفعة في مناطق عديدة”، مبينا أن “هذا العامل تعيشه جميع الأجهزة الإلكترونية؛ لكن أكثرها تأثّرا تلك التي تخرج كثيرا إلى الميدان”.
وتابع الخبير في التسويق الرقمي والتطوير المعلوماتي: “المشاركون في عملية الإحصاء والمشرفون عليهم أن يعلموا أن اللوحات الإلكترونية معرّضة في الميدان للعديد من المشاكل التقنية؛ وبالتالي سيكون ضروريا توفير أجهزة بديلة في حالة التلف”.
وقدّم خرجوج مجموعة من النصائح لضمان الاستخدام الدائم لهذه الأجهزة؛ من بينها “عدم وضعها في الشحن طوال الليل، وضمان وضعها في مكان غير حار، ومن جهة التوقف المنتظم لوضعها في الشحن خلال النزول إلى الميدان، وتفادي الاستخدام المطوّل لها”.
يذكر أن المندوبية السامية للتخطيط أشارت، في بيان صادر عنها صباح اليوم الأحد، إلى “أهمية الإجراءات التي تتخذها مصالح وزارة الداخلية والأمن الوطني والدرك الملكي لضمان سلامة المشاركين في الإحصاء العام للسكان والسكنى، وحماية الأجهزة الإلكترونية المستخدمة في تجميع المعطيات”.
المصدر: وكالات