في آخر مستجدات قضية اعتداء تلميذ على أستاذ بالثانوية التأهيلية ابن خلدون بجماعة بونعمان، قامت الضابطة القضائية للدرك الملكي بتزنيت، وفق ما علمت هسبريس، بالاستماع إلى الطرفين في محضر رسمي، وحددت الاثنين المقبل موعدا لتقديم التلميذ المشتكى به أمام النيابة العامة في حالة سراح.
وحسب المعلومات المتوفرة للجريدة، فإن الأستاذ المعتدى عليه تلقى، الخميس 18 أبريل، كافة العلاجات الضرورية بمستشفى تزنيت بعد تعرضه لإصابة في الرأس، كما أجرى اليوم فحوصات في العين للوقوف على مدى تضررها بزجاج نظارته، التي تهمشت على وجهه بفعل اللكمات التي تلقاها على يد التلميذ.
وخلفت الواقعة استنكارا واسعا في الأوساط التعليمية بتزنيت، وردود أفعال تنوعت بين بيانات نقابية منددة بالفعل ووقفة احتجاجية نظمها أساتذة ثانوية ابن خلدون تعبيرا عن تضامنهم مع زميلهم المعتدى عليه، إضافة إلى تدوينات أعرب فيها عدد من الأساتذة عن رفضهم تدخل مسؤول منتخب من أقرباء التلميذ على خط الملف.
من جهتها قامت مجموعة من الأطراف النقابية والتربوية بزيارات للضحية، ملتمسة منه قبول طلب التنازل عن المتابعة الذي تقدمت به أسرة التلميذ، والسير في اتجاه طي الملف بشكل نهائي لعدة اعتبارات، على رأسها سن المشتكى به، الذي لا يتعدى 16 سنة، وهو ما قوبل بالموافقة من طرف الأستاذ.
في مقابل ذلك ما زالت المديرية الإقليمية للتربية والتكوين بتزنيت تنهج سياسة الصمت حيال الواقعة، إذ لم تصدر أي بلاغ في الموضوع، في خطوة أثارت غضب الشغيلة التعليمية بالإقليم.
وتعليقا على الموضوع، قال الطيب البوزياني: “أولا، أؤكد رفضنا التام لكل أشكال العنف، خاصة في الوسط المدرسي، وكذا تضامننا المطلق مع عضو الجامعة الوطنية للتعليم، المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل بتزنيت، ضحية العنف، واستعدادنا للقيام بكل ما من شأنه حفظ كرامة نساء ورجال التعليم، ومن أجل ذلك كان مناضلو الجامعة حاضرين بقوة إلى جانب الأستاذ منذ اللحظة الأولى للحادث المؤسف، سواء على مستوى اللجنة النقابية بالمؤسسة أو المكتب الإقليمي الذي أصدر بيانا في الموضوع”.
وأضاف عضو المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم، في تصريح لهسبريس، أن “النقابة تفاعلت مع الموضوع عبر التصدي لمحاولات بعض الأطراف تحريف الوقائع والتأثير في مسار البحث، وكذا استنكار صمت المديرية عن حماية موظفيها أسوة بكل إدارات القطاعات الأخرى، التي تنتصب عادة طرفا مدنيا لصالح موظفيها في حال الاعتداء عليهم أثناء ممارسة عملهم، خاصة أن المديرية نفسها لم تتردد في تنصيب نفسها طرفا ضد حالات أخرى لأساتذة مع وجود مجرد شبهة تعنيف فقط”.
“ولأن الأستاذ يبقى كبيرا وأكبر من يحرص على مصلحة التلميذ، فقد قرر الأستاذ الضحية التنازل عن شكايته مراعاة للمصلحة الفضلى للتلميذ، واستحضارا لمستقبله الدراسي، وكذا استجابة للعديد من الملتمسات في الموضوع، خاصة من أسرة وأقارب التلميذ وكل ذوي النوايا الحسنة”، يورد الفاعل النقابي ذاته.
وكان أستاذ للرياضيات بمستوى الإعدادي قد تعرض، أثناء ممارسته عمله بالثانوية التأهيلية ابن خلدون بجماعة بونعمان، لاعتداء نقل على إثره إلى مستعجلات المستشفى الإقليمي الحسن الأول بتزنيت. وكان الضحية قد فوجئ بتلميذ يتابع دراسته بالمستوى الثانوي يقتحم عليه الفصل ويعرضه لاعتداء نتجت عنه إصابة في الرأس.
المصدر: وكالات