“التبوريدة شغف والفرس هو حياتي”؛ بهذه الكلمات وصف الطفل عادل مساعد حبه لعالم فن الفروسية التقليدية (التبوريدة) والخيول، الذي اختار دخوله في سن مبكرة واستطاع من خلال الموهبة التي أبان عنها أن يتأهل للمشاركة في “جائزة الحسن الثاني للتبوريدة”، التي تحتضن منافساتها حلبة دار السلام بالرباط إلى غاية يوم الأحد المقبل.
مرتديا زيّا مغربيا تقليديا يمتزج فيه اللونان الأصفر والأبيض، يحمل البندقية في يده، وبعد لحظات من التركيز ينطلق في التدريبات الأخيرة مع أعضاء سربته، ثم يشرع في ممارسة طقوس ما قبل دخول “المحرث” أو حلبة المنافسة، وهي تبادل السلام مع جميع الفرسان داخل الخيمة، ثم تلاوة آيات من الذكر الحكيم والدعاء والتوكل على الله للخروج إلى الحلبة.
بجدية وصرامة كبيرتين، يمثل عادل مساعد جهة فاس مكناس في منافسات دار السلام، وهو طفل يدرس في السنة الثالثة إعدادي، عمره لا يتجاوز الـ15 سنة، يمتطي فرسا بربريا في عمره تجمعه به علاقة روحانية خاصة، ويترأس سربة مكونة من مجموعة من الأطفال بعدما تم اختياره ليكون “المقدم”.
في حديثه مع هسبريس، قال الفارس الصغير إن ولعه بهذا الفن التراثي المغربي ترعرع معه، إذ بدأ في ممارسته وهو لا يتجاوز خمس سنوات، مبرزا أنه ورث هذا الحب والموهبة عن والده الذي يمارس “التبوريدة” مع فئة الكبار ويتاجر ببيع الخيول.
وأضاف المتحدث ذاته أنه كان في البداية يسهر على إطعام الخيول ويمتطيها، وفي المرة الأولى راوده إحساس بالخوف، لكن مع مرور الوقت استطاع التغلب عليه، موضحا أن تشجيعات والده كانت حافزا له للاستمرار في صقل موهبته في الوقت الذي كانت فيه والدته رافضة للفكرة وتطلب منه التركيز في دراسته وإعطائها الأولوية.
اختار عادل مساعد سلك خطى والده ليثبت ذاته في عالم فن “التبوريدة”، فما كان لوالدته إلا أن تتقبل الأمر رغم خوفها الكبير عليه خاصة، بعد تأهله لمنافسات “دار السلام”، على حد قوله، مشددا على أنه استطاع رفع رأسه ورأس والديه عاليا.
ويهدف “المقدم” الصغير إلى مواكبة نجاحات أسلافه في عالم فن “التبوريدة” والحفاظ على هذا الموروث التقليدي المغربي الذي يعد رمزا من رموز الثقافة المغربية، إضافة لتحقيق نتائج متقدمة في مشاركاته المستقبلية في التظاهرات والمنافسات الخاصة بهذا الفن، وأن يكون دائما في المستوى.
المصدر: وكالات