الأحد 17 شتنبر 2023 – 03:00
قال الجنرال البريطاني ريتشارد شيريف، النائب السابق للقائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا، إن “تعهد المغرب بإعادة إعمار المناطق المتضررة جراء الزلزال هو طموح مهم وضروري للغاية”، مشيرا إلى أن “الرباط حليف يتمتع بموقف فريد؛ فحتى قبل هذه الكارثة، كان علينا أن نعمق شراكاتنا معه بشكل أوثق”.
وأشار المسؤول العسكري السابق، في مقال له على مجلة “فاينانشال تايمز”، إلى أنه “من الصعب التنبؤ بالكوارث بهذا الحجم ولا يمكن فعل الكثير للتخفيف منها مسبقا؛ ولكن هناك أزمات في عالمنا اليوم يمكن التنبؤ بها بالكامل، ولا يمكننا أن تجاهل ظهورها على حدودنا”، موضحا أن “الأزمة في أوكرانيا علمت أوروبا أهمية وقوة الشراكات الاستراتيجية للحفاظ على الأمن الإقليمي؛ وبالتالي فإن هدفنا المستقبلي يجب أن يتخلص في تشكيل شراكات قادرة على توقع الصراعات”.
ولفت إلى أنه “يجب علينا اليوم استخدام الاستخبارات التنبؤية والبصيرة الاستخبارية لتحديد الأماكن التي يمكن أن يؤدي فيها عدم الاستقرار إلى الفوضى وتجهيز حلفائنا لاحتوائها”، مسجلا أن ذلك “يتطلب منا اليوم النظر إلى الجنوب والشرق أيضا وإلى ما وراء المغرب إلى منطقة الساحل؛ ذلك أنه بدون استراتيجية استباقية طويلة الأمد تتعامل مع الحلفاء التقليديين مثل المغرب بكثير من الجدية فإن الوضع سيتدهور”.
“إن دعمنا المستمر ومشاركتنا الدبلوماسية أمر في غاية الأهمية؛ لكن لا يمكن أبدا أن يكون لهما وزن بدون شركاء لديهم صوت وموقع استراتيجي في المنطقة”، أورد شيريف، الذي شدد على أن “الرباط حليف موثوق وشريك في مجال الاستخبارات ومكافحة الإرهاب، إذ أوقف أكثر من 300 محاولة إرهابية منذ أحداث الحادي عشر من شتنبر. كما تمكن، خلال السنوات الخمس الماضية، من القضاء على أكثر من ألف شبكة للاتجار بالبشر”.
وأكد النائب السابق للقائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا أن “المغرب بلد متوسطي يقدر أهمية الإصلاح المدني والتنمية الاقتصادية، وله سجل حافل في الترويج لكليهما في كل أنحاء القارة السمراء؛ فقد توسط الملك محمد السادس في مختلف النزاعات في منطقة الساحل، وساعد في التفاوض على أكثر من 100 اتفاق تعاون، وساهم في قوات حفظ السلام الأممية. كما يعد المغرب ثاني أكبر مستثمر في التنمية الاقتصادية في القارة، وضامنا حاسما لأمنها الغذائي”.
وكتب الضابط السابق في الجيش البريطاني: “التعامل بشكل أوثق مع الشركاء سيمكننا من تعلم الكثير حول التعقيدات التي تعرفها المنطقة؛ فعلى سبيل المثال، تتطلب منا خطة الحكم الذاتي، التي تدعمها واشنطن وغيرها من الحلفاء الدوليين كحل لنوبات طويلة من الصراع الإقليمي، اهتماما كجزء من استراتيجية مدروسة، إذ يتعين علينا أن نظهر أننا نفهم أن مستقبل المنطقة لا بد أن يصنعه أولئك الذين سيعيشونه”.
وأرجع كاتب المقال أسباب فشل السياسة الأوروبية في منطقة الساحل إلى “عدم القدرة على الاعتراف بهذه الحقيقة التي أوصلتنا إلى منعطف حرج. ومن هنا، تظهر الحاجة الحقيقية إلى التحرك بشكل أسرع وأكثر حسما لتهدئة الأزمات في المنطقة والتي يجب أن يتم تخفيفها، من خلال استيعاب فكرة أن الإجراءات التي نتخذها لا يمكن أن تنجح أبدا دون دعم من حلفائنا”، مشددا على أن الحل هو “قبول الدرس الذي تعلمناه من أزمة أوكرانيا، وأخيرا التعامل مع الأمن الغربي والعالمي باعتبارهما مترادفين؛ لأننا بحاجة إلى دول صديقة في إفريقيا أكثر مما تحتاج إلينا هذه الدول”.
المصدر: وكالات