على هامش العرض العالمي الأول لفيلمه الجديد ضمن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، جذب المخرج المصري مروان حامد اهتمام الصحافة والجمهور وهو يكشف الستار عن رؤيته الخاصة لإعادة تقديم سيرة أم كلثوم على الشاشة الكبيرة.
العمل الذي يضع واحدة من أكثر الشخصيات تأثيرا في الذاكرة العربية تحت عدسة سينمائية معاصرة، أثار منذ الإعلان عنه فضول المتتبعين بسبب حساسية موضوعه وجرأة مقاربته.
في هذا السياق، التقت هسبريس بالمخرج مروان حامد الذي خصها بالحوار التالي حول خلفيات اختياره لهذه السيرة الاستثنائية، وحدود الرهانات الفنية التي حملها المشروع، إضافة إلى رؤيته للجدل الذي سبق الفيلم ومواضيع أخرى.
ما الدافع الفني الأول وراء اختيارك سيرة أم كلثوم رغم حساسيتها وثقلها في الذاكرة العربية؟
أولا، أنا من محبي أفلام السيرة الذاتية جدا وأتابعها بشكل كبير مؤخرا، وهو النوع المفضل لدي، وأصبح هناك رواج كبير في هذا الصنف، سواء في السينما التجارية أو الروائية الطويلة، وهناك إقبال كبير جدا عليها وتحظى بمشاهدة جيدة، فوجدت أن هذا توقيت جيد لأقدم شريطا في هذا الاتجاه، خاصة أنني أحاول التنويع في اختيار الأعمال والأنماط بشكل عام.
هنا وجدت سيرة السيدة أم كلثوم سيرة مدهشة في جميع الأشكال؛ فكلنا نعرف أنها كمطربة سيدة عظيمة، لكن الجانب الذي له علاقة بمشوارها وشخصيتها والجانب الإنساني فيها كان الدافع الأساسي في تقديم هذا الفيلم؛ لأن ما حققته كامرأة مصرية كعربية أمر كبير جدا.
هل كان صنع فيلم عن أم كلثوم مغامرة محسوبة أم مخاطرة فنية؟
السينما ليس فيها قانون، بمعنى أن كل فيلم من الأفلام لا نعرف نتيجة استقبال الجمهور له كيف ما كان، ولا يوجد فيلم آمن؛ فكل يوم تُطرح أفلام في العالم، هناك البعض منها يفاجئنا، وأخرى تحظى بنجاح كبير، وأخرى لا تنجح، وهذا هو الجزء الأساسي في الصناعة السينمائية، وهو المغامرة.
كم تطلب منك الاستعداد للعمل مع الفريق الفني والتقني؟
سنة ونصف من التحضير استلزمت منا الكثير من الدروس والجلسات والتداريب على جميع نواحي الشخصية وجوانبها.
كيف تعاملت مع الجدل الذي سبق عرض الفيلم؟ وهل رأيته طبيعيا أم مقلقا لتلقي العمل؟
نحن نحترم جميع الآراء في كل وقت، وأعتقد أن أعمال السيرة الذاتية يصاحبها دائما جدل كبير، ونحن نحترم ذلك كثيرا ونقدّره ونقدّر كل الآراء والأصوات.

ما الخطوط التي وضعتها أثناء بناء صورة أم كلثوم؟
أم كلثوم أسطورة الغناء في مصر والوطن العربي والعالم، وهي موجودة بقوة إلى الآن، وأيضا هي شخصية مؤثرة جدا في مشوارها وفي المجتمع، ومن الشخصيات العامة القليلة التي رأيناها بتلك القوة والتأثير، وهذه أكثر حاجة لفتت نظرتنا في رؤية هذا الفيلم.
سلطنا الضوء على فكرة أنها تابعت حلمها وحققته رغم الصعوبات والعراقيل، ورحلة الصعود والعقبات التي تصنع قصة غنية جدا فيها جميع مواصفات العمل السينمائي الروائي الجذاب.
صابرين سبق أن قدمت الشخصية، كيف ترى المقارنة المتوقعة بين التجربتين؟
أفلام الشخصيات العظيمة بشكل عام يتم تقديمها مرارا وتكرارا في السينما، وتُقدم في مسلسلات وأفلام تلفزية كذلك، وهذا أمر معتاد وطبيعي، خصوصا أننا نقدم شيئا لم يُقدَّم كثيرا في السينما المصرية، ونقدمه لجمهور حديث شاب ليكتشف سيدة أسطورة؛ فهناك شريحة كبيرة من الجمهور بعيدة عن معرفة تاريخها، وبالتالي تقديم أعمال من هذا القبيل بشكل كبير أمر طبيعي.
أتمنى أن تكون أعمال أكثر من هذا النوع كي يبقى هناك تواصل أكبر مع الأجيال في سرد مثل هذه الشخصيات.
المصدر: وكالات
