يشكل مركز الابتكار التابع لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، الذي رأى النور سنة 2011، منصة جامعية فريدة من نوعها للبحث العلمي من أجل تطوير الابتكار والمعارف والمهارات المرتبطة بإحداث المقاولات المبتكرة، فضلا عن كونه يعتبر فضاء رحبا لاحتضان الطلبة والباحثين وطلبة الدكتوراه والمقاولات ومهنيي الصناعة الحاملين لأفكار علمية ملهمة ومشاريع مبتكرة.
تعزيز البحث والعرض التكويني بالجامعة
يزخر مركز الابتكار بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس بمعدات وتجهيزات علمية وتكنولوجية من الجيل الجديد، مما يجعله مشتلا خصبا لإثراء العرض الجامعي، واحتضان قصص نجاح عدد من الابتكارات، والحصول على براءات الاختراع، ونشأة المقاولات المبتكرة.
وحسب المصطفى اجاعلي، رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بالنيابة، فإن أدوار مركز الابتكار تنسجم ورؤية المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في أفق 2030، مشيرا، في حديث لهسبريس، إلى أن هناك دينامية جديدة تروم تفعيل المخطط الاستراتيجي لتطوير الجامعة المغربية.
وتابع اجاعلي، وهو يتحدث عن الشق المرتبط بالتميز الأكاديمي، أنه تم لهذه الغاية تعزيز العرض التكويني بمختلف مؤسسات الجامعة، كما يتم، في إطار التوجه الاستراتيجي المرتبط بتثمين البحث العلمي والابتكار، الانكباب على تعزيز البنية التحتية، قصد تقوية الروابط مع الفاعلين السوسيواقتصاديين خدمة للتنمية.
وكما جاء على لسان المسؤول الجامعي ذاته، فإن قطب الابتكار يهدف، أيضا، إلى المساهمة في خلق المقاولات المبتكرة من طرف الباحثين المنتسبين إلى الجامعة وخريجيها، كما يشكل فضاء للابتكار واحتضان المشاريع المبتكرة المقترحة في إطار الأنشطة الجامعية المختلفة.
وأكد أن توفر مركز الابتكار على منصات للاختبار والتحليل والتجريب، فضلا عن منصة للتصميم والابتكار التكنولوجي معززة بـ”فاب لاب”، يضم طابعات ثلاثيات الأبعاد، من شأنه الاستجابة لانتظارات شركاء الجامعة والباحثين والأساتذة الباحثين.
تشجيع ثقافة الابتكار وبراءات الاختراع
وسيساهم مركز الابتكار، يوضح رئيس جامعة فاس بالنيابة، في تعزيز ثقافة الابتكار ودعم تطوير الملكية الفكرية والصناعية، وتشجيع الباحثين على إيداع براءات الاختراع، التي قال إنها أضحت تشكل دعامة لتثمين البحث العلمي داخل 60 مختبرا للبحث بجامعة فاس، تلامس جميع التخصصات البيداغوجية المعتمدة بالمؤسسات الـ13 التابعة للجامعة.
من جانبه، قال سعد بنسودة، مدير مركز الابتكار بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، في تصريح لهسبريس، إن المركز يحتل مكانة مهمة على الصعيد الوطني في مجال تعزيز البحث العلمي والابتكار، مشيرا إلى أن مواكبة الباحثين والفاعلين السوسيواقتصاديين تشكل إحدى المهام الأساسية المنوطة بالمركز.
وأضاف أن المركز يروم تثمين الابتكار داخل الجامعة عبر دعم الباحثين عن نيل براءات الاختراع قبل نشر نتائج بحوثهم على الصعيد الدولي، مبرزا أن جامعة سيدي محمد بن عبد الله تحتل مراتب متقدمة فيما يخص حصيلة براءات الاختراع المسجلة على الصعيد الوطني.
وأفاد أن المركز يواكب، أيضا، المختبرات في المراحل الأخيرة للأبحاث العلمية لتثمين نتائجها عبر نيل براءات الاختراع، فضلا عن مواكبة الفاعلين السوسيواقتصاديين في الاستجابة لمختلف احتياجاتهم التي تخص التحليل والاختبار.
وأوضح أنه فضلا عن ذلك، يعمل المركز على احتضان أفكار الطلبة وخريجي الجامعة الراغبين في إحداث المقاولات، من خلال التكوينات ومساعدتهم على الانتقال بابتكاراتهم إلى مرحلة النضج، عبر إنشاء مقاولات مبتكرة ترتكز في نشاطها على تحويل ابتكاراتهم إلى منتجات قابلة للتسويق.
المصدر: وكالات