الإثنين 28 غشت 2023 – 05:00
لا يخفي الكثير من الفاعلين السياسيين والمدنيين والحقوقيين بمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين كما في إسبانيا تخوفهم من إمكانية مُطالبة المغرب في المستقبل باسترجاعهما، محاولين تنبيه حكوماتهم المحلية والمركزية إلى ضرورة اتخاذ إجراءات تحول دون تمكن المغرب من ذلك.
وفي سياق الجدل الذي أثارته خارطة المغرب المعروضة من لدن سفارة المملكة المغربية بمدريد كاملة تضم الثغرين المحتلين، دعا كارلوس إيتشيفاريا، مدير مرصد سبتة ومليلية، إلى “مواجهة تطلعات المغرب الإلحاقية من خلال تعزيز حضور وقوة المدينتين المتمتعتين بالحكم الذاتي عبر الاستثمار بهما”.
واستغل إيتشيفاريا ولاية رئاسة إسبانيا للاتحاد الأوروبي من أجل دعوة هذه المؤسسة الأوروبية إلى “المساهمة في صلابة وجاذبية سبتة ومليلية عبر الحفاظ على الالتزام بالحريات والتعايش متعدد الثقافات، لجعل مطالبة المغرب بهما صعبة، فضلا عن الحفاظ على موقف ثابت وحازم من الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي”، وفق تعبيره.
العباس الوردي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، قال إن هذه التحركات “تثبت أن إسبانيا تعي جيداً بأن المغرب يُطالب بمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين”، قبل أن يعود ليؤكد في حديثه إلى هسبريس أن ذلك “يتم على أساس من الحوار الجاد والبنّاء والاحترام بين البلدين”.
وأضاف الوردي أن المغرب يُحسن تدبير مثل هذه الملفات التي وصفها بـ”العالقة” في علاقاته الدولية، لاسيما حينما يتعلّق الأمر بدولة جارة مثل إسبانيا التي تربطها بالمغرب أواصر تاريخية وعلاقات عملية مهمة في إطار ما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع رفيع المستوى الأخير بالرباط.
واعتبر الخبير في العلاقات الدولية أن محاولات هذه المراصد والمنظمات والأحزاب الإسبانية لتعكير صفو العلاقات بين البلدين عبر إثارة مثل هذه الملفات بطرق تزعم دخول الرباط ومدريد في خلاف “لن تنال مرادها، خاصة في ظل رعاية المؤسستين الملكيتين لهذه العلاقة الثنائية في المقام الأول ثم مؤسستي الدولتين في المقام الثاني”.
وفي سياق التخوفات ذاتها، سبق لحزب “فوكس” المتطرف أن طالب بإدراج ثغريْ سبتة ومليلية المحتلتين تحت حماية منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، قصد ما اعتبرها “محاولة تأمين المدينتين من أي هجوم أو غزو مغربي محتمل”؛ غير أن الطلب ووجه برفض الحكومة الإسبانية.
المصدر: وكالات