فُتحت في وجه السياح المغاربة والأجانب مدينة شالة الأثرية بالعاصمة الرباط، التي تحتضن تاريخا متعددا، مورِيّا، ورومانيا، وإسلاميا، شاهدا على تاريخ المغرب القديم، وتاريخ العهدين الروماني والإسلامي، وتاريخ المغرب الحديث؛ كما ترجح مصادر تاريخية وجود استيطان فينيقي بها.
قلعة شالة (سالا) تطل على مدينتي الرباط وسلا، ونهر “بوركراك” (أبي رقراق)، وتختزن تاريخا عريقا، وحدائق غنية، ومازالت موقعا “أركيولوجيا” تستمر بمحيطه الأبحاث الأثرية؛ فتحت بعد ترميم استمر ما يقاربُ أربعَ سنوات، باستثناء احتضانها في السنتين الماضيتين مواعيد من بينها الحدث الفني “الجاز بشالة”.
وحُدّدت محطةُ نهاية الزيارةِ في بيت بشالة أقام به علَم الحداثة التشكيلية بالمغرب بعد الاستقلال جيلالي غرباوي، يجاور مدافن أولياء ووليات مسلمين، أصبغ عليهم الزوار بعد مرور العقود والقرون قدرات شفائية، وامتدت إلى محيط مدافنهم ومياه “حوض النون”.
وباللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية يستطيع السياح المغاربة والأجانب اليوم زيارة هذا الموقع الأثري، عبر دليل صوتي محمول يتحكمون فيه، أو عن طريق دليل سياحي يرافقهم بين أرجاء الموقع الأثري الشاسع.
ورغم توفر الموقع الجديد الخاص بالموقع التاريخي باللغات الفرنسية والإنجليزية والإسبانية إلا أنه غير متوفر باللغتين العربية والأمازيغية.
ووفق ما عاينته هسبريس يبلغ ثمن الزيارة العادية للمغاربة والأجانب المقيمين بالمملكة 35 درهما، في حين حُدّد ثمن الزيارة العادية بغير دليل صوتي ولا دليل حيّ في 70 درهما للسياح الأجانب.
وفي الجانب الأثري تبرز “الكابيتول” ومعابد الآلهة الرومانية، وأماكن العيش والتجول والحمامات الرومانية، وتبرز صومعة شالة التي تعرف بها المعلمة التاريخية، بألوان إسلامية مرينية، ومعمار مقتبس من العهدين المرابطي والموحدي للمغرب، ويبرز معها الاهتمام بالعِلم ممثّلا في المدارس التي عرفت اهتماما كبيرا في هذا العهد.
كما يحضر في الشّقّ المريني المسجد، والحمام الجماعي، والمدافن التي تبرز فيها حرفية وجمال العمارة الإسلامية والخط العربي، في عهد هذه السلالة المغربية الأمازيغية.
الحدائق أيضا محطة مهمة من محطات زيارة هذه المعلمة البارزة في المشهد الأثري بالمغرب، نظرا لتنوع نباتاتها وأشجارها وورودها، ونوع سقيها التقليدي، الذي يمتزج فيه خرير المياه بصوت المستوطن الرئيسِ لهذه المعلمة: اللقالق، التي تصان بدورها، ومساكنها، بوصفها جزءا من المعلمة التاريخية، علما أن شالة تشهد أيضا حضور طواويس.
وفضلا عن السور التاريخي، بأبوابه “المرينية” المتعددة، يُذكر أن موقع شالة، ابتداء من سنة 2023 الماضية، لم تعد تقتصر أهميته على ما داخل سوره، نظرا لأهمية ما اكتُشف في محيطه المحاذي لنهر بوركراك: حمام روماني هو الأكبر بالبلاد، ومدفن، ومكان للطقوس الدينية، وتمثال إلهة رومانية، وزخرفات وأرضيات مرصّعة بالطريقة الرومانية؛ هي جزء مهم من “سالا (شالة) القديمة”.
المصدر: وكالات