الاحتفال بمرور الـ100 يوم الأولى بالمدرسة العمومية تقليد قامت به لأول مرة مدارس الولايات المتحدة الأمريكية، ومنذ عدة سنوات أصبحت المدارس بفرنسا وإنجلترا تعطيه أهمية بالغة، حيث يحتفل التلاميذ رفقة أساتذتهم بمرور الـ100 يوم الأولى بالمدرسة. ويتم تجسيد ذلك من خلال القيام بأعمال يدوية ومجسمات وصور أو رسوم، كما يتم القيام بمعرض لكل هذه الأعمال.
إسماعيل بوهاشم، أستاذ اللغة الفرنسية للمستوى الأول بمدرسة تيموليلت المختلطة، التابعة لجماعة تيموليلت بأزيلال، قام يوم الاثنين 16 يناير الجاري، بمناسبة انتهاء الـ100 يوم الأولى بالمدرسة، بنسخ التجربة الفرنسية وتطويرها لتواكب مستجدات التربية والتكوين التي تدعو إلى تعبئة مجتمعية مستدامة.
وفي هذا الصدد نظم بالمدرسة المذكورة معرض للأعمال اليدوية التي أنجزها التلاميذ، والتي تجسد مرور 100 يوم من الدراسة، وتم عقدُ اجتماع مع آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، زوال اليوم نفسه، من أجل تقديم حصيلة هذه المدة وتقييمها بشكل تشاركي.
كما تمت زيارة معرض الأعمال، الذي يجسد الـ100 يوم الأولى بالمدرسة، وتقديم ملخص عن النتائج المحصل عليها خلال هذه الفترة، مع فتح باب النقاش مع الآباء لتقييمها والخروج بالمقترحات والتوصيات من أجل تجويد العمل خلال الدورة الثانية.
وشكل الاجتماع، الذي حضره العشرات من آباء وأولياء التلاميذ، فرصة لفتح باب النقاش والحوار حول النتائج المحصل عليها خلال الدورة الأولى، والتطرق إلى نقاط القوة التي تم لمسها في عمل الأستاذ خلال الـ100 يوم الماضية من أجل تعزيزها، وكذا نقاط الضعف التي لاحظوها من أجل تجاوزها خلال الدورة الثانية. كما تم التطرق إلى مستوى التلاميذ والتعثرات التي شابت الـ100 يوم الماضية.
وفي تصريح لهسبريس أوضح بوهاشم، الذي درّس بالديار الفرنسية لمدة سبع سنوات، أن اللقاء كان فرصة ليتعرف الآباء والأمهات على الصعوبات التي يواجهها التلاميذ، والبحث بشكل تشاركي عن حلول لتجاوزها.
وأضاف أن الاحتفال بـ100 يوم الأولى عبر عقد اجتماع مع آباء وأمهات وأولياء التلاميذ يعدُّ فرصة لانفتاح الأستاذ على محيطه، وتقاسم مسؤولية جودة التعليم مع الأسرة، مشيرا إلى أن هذا الانفتاح هو تنزيل للتدبير العمومي التشاركي، باعتباره الفيصل من أجل بناء الثقة بين المواطنين والمدرسة العمومية.
وهذا التدبير يَعْتَبر المُرتفق مواطنا شريكا وصاحب مصلحة (partie prenante) في تنفيذ السياسات العمومية، كما أنه ينبني على الحكامة، وتقوم فيه مؤسسة عمومية واحدة أو أكثر بإشراك كل أصحاب المصالح في اتخاذ القرار بشكل جماعي وتشاركي لتطوير أو تنفيذ السياسات العمومية أو إدارة البرامج أو الإجراءات العمومية، وفق ما جاء في دراسة بحثية يقول المتحدث.
المصدر: وكالات