كشف وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت الطالب، خلال آخر جلسة للأسئلة الشفهية بمجلس النواب، الاثنين الماضي، عن رقم وصفه مهنيون صحيون ومتتبعون للشأن الصحي بالبلاد بـ”الخطير”، ويتعلّق بنسبة غير الملقحين ضد داء الحصبة “بوحمرون” في جهة سوس ماسة.
وقال آيت الطالب رداً على أسئلة نواب برلمانيين في هذا الصدد إن الأبحاث أظهرت عدم تلقي 48.7 في المائة من ساكنة سوس ماسة اللقاح المضاد لهذا الداء، الذي يعد معدل انتشاره خطيرا، إذ بإمكان شخص واحد مُصاب أن ينقل العدوى إلى 20 شخصا آخر، مبرزاً في السياق ذاته أن عودة انتشار “بوحمرون” مؤخراً بدأت في منطقة تغازوت.
ويرى مختصون صحيون أنه إذا كان وزير الصحة قد نبّه إلى وضع جهة سوس ماسة، “فلا شك أن جهات مغربية أخرى قد تكون قريبة من هذا الرقم”، وفق ما ذهب إليه، الدكتور الطيب حمضي، طبيب باحث في السياسات والنظم الصحة، منبّهاً إلى أن “هذا الأمر-مع الأسف-سيتيح للأمراض المتحكم فيها بالمغرب الظهور كأوبئة تنتشر بين الساكنة”.
وأضاف حمضي، ضمن تصريح لهسبريس، أنه “حين يتكلم السيد الوزير عن هذه النسبة، فيجب أن نعرف ماذا يعني أن ما يقارب نصف ساكنة جهة كاملة غير ملقحة ضد داء الحصبة الذي هو مرض جد معد، كما يمكن أن نتوقع أن لقاحات أخرى لم يتم أخذها تحتاج استدراكاً أيضا”.
وأوضح في السياق ذاته أن المُصاب بمرض “بوحمرون” يكتسب مناعة ضده مدى الحياة، وهو الأمر الذي يجب أخذه بعين الاعتبار في العملية الاستدراكية للتلقيح، داعياً إلى “الانكباب على تلقيح جيل ما بعد الثمانينات، لأن جيل ما قبلها يمكن اعتبار أنه جميعه أُصيب بهذا الداء، وبالتالي فهو يتوفر على مناعة ضده، إلا فئة قليلة ممن يشتغلون مع الأطفال كالأطباء والمهنيين الصحيين”.
وبعد أن ذكّر بالدور المؤكد لـ”كوفيد-19″ والدور المحتمل لأحداث “زلزال الحوز” في تأخر تلقيح الأطفال ضد “بوحمرون”، شدّد الباحث ذاته على “ضرورة تدارك هذا الوضع وتلقيح جميع غير الملقحين بجرعتين ضد هذا الداء، وإن كانوا من البالغين”.
من جانبه، أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف، طبيب رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية، “مساهمة الحجر الصّحي الذي فرضته جائحة كورونا على المغرب في عدم تلقي مجموعة من المغاربة اللقاح المضاد لداء الحصبة”، منبّهاً إلى أنه “حينما تتراجع تغطية لقاح هذا الداء إلى ما دون 95 في المائة، تظهر بؤر للمصابين به، الأمر الذي سبق أن حذّرت منه منظمة الصحة العالمية”.
وأشار الطبيب ذاته، ضمن تصريح لهسبريس، إلى أن “العديد من المغاربة لم يخضعوا أطفالهم للتلقيح بعد جائحة كوفيد-19 ظنا منهم أن الفترة المخصصة (الجرعة الأولى في 9 أشهر من عمر الرضيع والثانية في 18 شهرا) قد مرّت، ما دفع وزارة الصحة إلى إطلاق برنامج تلقيح استدراكي قام فيه جميع المتدخلين بعمل جبّار”.
وأبرز رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية أنه في زمن الجائحة تراجعت نسبة تغطية جميع اللقاحات إلى 63 في المائة، قبل أن يتمكن الأطباء في القطاعين العام والخاص من رفع هذه النسبة إلى 93 في المائة، وفق أرقام المندوبية السامية للتخطيط.
المصدر: وكالات