مخاوف من تأثير موجات الحر على أسعار المنتجات الفلاحية بالأسواق المغربية

لا تزال تداعيات موجات الحرارة المتتالية التي شهدتها جهة سوس ماسة، والتي بلغت إحداها 50.4 درجات مئوية بمحطة أكادير إنزكان، حسب أرقام مديرية الأرصاد الجوية، تثير تخوفات فلاحي ومنتجي الخضر والفواكه بالمنطقة.

دفعت هذه المخاوف الجمعية المغربية للمنتجين والمنتجين المصدرين للفواكه والخضر إلى مراسلة الوزارة الوصية على القطاع الفلاحي من أجل إيفاد لجان تابعة لمديرياتها الجهوية لجرد وتوثيق ورسم خريطة للأضرار وحجمها وتحجيم خسائرها المالية.

ودعت الجمعية ذاتها، ضمن المراسلة التي تتوفر هسبريس على نسخة منها، إلى وضع برنامج عاجل واستثنائي لمساعدة ودعم المنتجين الذين تكبدوا خسائر فادحة يسمح لهم بالانخراط في برنامج للتعافي، فضلا عن الاستفادة من برامج مكافحة آثار التغيرات المناخية التي تؤثر بشكل مباشر ومتزايد على الإنتاج الزراعي بشكل عام.

ونبهت المراسلة ذاتها إلى أن موجات الحرارة الاستثنائية، التي شهدتها المنطقة من 10 إلى 13 غشت الجاري، أضرت بمجموعة واسعة من المزروعات؛ أهمها الطماطم والفلفل والفواكه الحمراء وأشجار الموز والحمضيات والتين والزيتون، مبرزة أن الرياح شديدة الحرارة والعواصف العنيفة التي صاحبت هذه الموجات ألحقت أضرارا جسيمة في البيوت البلاستيكية وهياكلها.

كما نبهت إلى أنه من المؤكد أن حجم الضرر سيؤدي إلى اضطرابات في حجم الإنتاج وسلاسل التوريد لكل من الأسواق المحلية والأجنبية، فضلا عن إمكانية تخلف بعض المنتجين عن الوفاء بالتزاماتهم بموجب عقود التوريد التجارية مع عملائهم.

وعلى المستوى المحلي، عادت مجموعة من المنتجات الفلاحية إلى تسجيل زيادات في الأسعار. وقال خالد سعيدي، رئيس الجمعية المغربية للمنتجين والمنتجين المصدرين للفواكه والخضر، إن توقعات أسعار سوق مجموعة من المنتجات الفلاحية؛ أهمها الطماطم والفلفل، ارتباطا بآثار موجات الحر، تبقى سلبية على المدى القريب.

وأضاف سعيدي، في حديثه إلى هسبريس، أنه من الصعب تقييم حجم الخسائر –التي يرجح تراوحها ما بين 30 إلى 100 في المائة حسب كل ضيعة ومنتوج- وحجم تأثيرها على السوق المغربية والتصدير خلال الوقت الحالي، مبرزا أن هذا هو الداعي الأساسي لمراسلة وزارة الفلاحة.

وأكد المتحدث ذاته أن اجتماعا عُقد، أمس الاثنين بمركز الاستثمار الفلاحي لاشتوكة آيت باها، تبعته زيارة ميدانية للجنة قصد معاينة حجم الخسائر عن قرب، معبرا عن أمله في أن تُسفر هذه التحركات عن إجراءات مستعجلة لتعويض المتضررين.