“لا تبك عينك أيها العربي.. واعلم أن في القدس من في القدس.. لكن لا أرى في القدس إلا أنت.. نحن الفلسطينيون نحن المقدسيون نحن العرب نحن مهد الديانات ورسالات السلام، نحن الماضي والحاضر والمستقبل… نحن من تعلمتم منهم ونحن من علمكم”، هي كلمات الطفولة، وليست أي طفولة، هي لصغار مضطهدين بمدينة غاب السلام عنها وظل الاستيطان والاحتلال؛ هكذا اختار أطفال مدينة القدس أن يبدؤوا حديثهم في القمة التي استضافتها مدينة الرباط اليوم الثلاثاء.
احتلال وخوف، هدم للمدارس ونشر لأفكار استيطانية… أمور من بين أخرى عبر أطفال القدس عن خوفهم منها خلال حضورهم لـ”محاكاة القمة الدولية للطفولة من أجل القدس” المنعقدة في الرباط، تحت شعار “سلامة القدس من سلامة أطفالها”.
القمة المنظمة من قبل وكالة بيت مال القدس الشريف شارك فيها أطفال من 21 جنسية مختلفة، إضافة إلى أطفال من مدينة القدس. وفي هذا الإطار قال محمد حاتم درويش، تلميذ من مدينة القدس، إن الغرض من هذه المشاركة هو “توضيح كيف نعيش في القدس كطلاب وأناس”، وزاد: “نحن كطلاب نعاني كثيرا مع الحواجز وممرات الاحتجاز وجدار الفصل العنصري الذي يعطل حركة السير، ونتأخر دائما عن مواعيد الدراسة، نحن والأساتذة أيضا”.
وتابع المتحدث ذاته: “الاحتلال يغلق مدارس فلسطينية كثيرة، ويغير المنهاج الفلسطيني، ويدخل أمورا من المناهج الإسرائيلية… التعليم هو حق لكل العالم، ونحن نرغب في أن يكون من حقنا أيضا أن نتعلم”.
من جانبها قالت ياسمين عياد، طالبة مقدسية: “نرغب في إيضاح الواقع الذي نعيشه كأطفال وطلاب من القدس الشريف، وننقل ما نتعرض له من معاناة ومضايقات من قوات الاحتلال”.
وأضافت الطالبة ذاتها أن “من بين ما يعانيه الطلاب في حياتهم اليومية هو هدم المدارس وتغيير المناهج ومحاولة زرع أفكار استيطانية في عقول الأطفال”، معلقة: “نحن كجيل أصبحنا أكثر وعيا بهذه الطرق التي يحاولون من خلالها التأثير علينا”، وختمت كلمتها بالقول: “كل أملنا أن نعيش بسلام وبدون أي تهديد أو خطر محدق، والذهاب لمدارسنا دون خوف أهالينا علينا من التعرض لهجوم، وحينما نعود لمنازلنا أن نضمن أننا سنذهب في الغد لمدارسنا دون أن تهدم”.
من جانبه قال سالم الشرقاوي، المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، إن الهدف من القمة هو “إبلاغ صوت أطفال القدس عن وضعية الطفولة في المدينة، وإبلاغ العالم تطلعاتهم وإسماع صوتهم لأقرانهم من مختلف جنسيات العالم”.
وتابع الشرقاوي: “هؤلاء الأطفال هم قادة المستقبل، يتحاورون في ما بينهم وسيصلون من دون شك إلى مقترحات ستفيد وكالة بيت مال القدس الشريف في برنامجها الموجه للطفولة في القدس”، مشيرا إلى أن القمة تعقد تزامنا مع تخليد وكالة بيت مال القدس عيدها الفضي تحت الرعاية السامية من الملك محمد السادس.
من جانبه قال مدير مديرية التعليم بالقدس: “إن الأطفال هم قادة المؤتمر اليوم وقادة المستقبل”، متابعا: “نحاول أن نناقش كيف يكون لنا دور في صنع السلام في العالم، فأطفال القدس يعانون. نريد سلاما عادلا شاملا”، ومؤكدا أن “العدل يكون برضا الجميع ورضا من يقع عليهم الظلم”.
المصدر: وكالات