تعرف مدينة وجدة هذه الأيام انخفاضا شديداً في درجة الحرارة، ما يدفع كثيرين إلى اللجوء إلى المنازل والمقاهي مع بداية الليل، لتبقى شوارع مدينة الألفية شبه فارغة، بينما يجد الأشخاص دون مأوى أنفسهم في مواجهة الصقيع.
في جنبات المحطة الطرقية أو محطة القطار السابقة، كما في مختلف شوارع وسط المدينة والمدينة القديمة، لا يجد مئات الأشخاص، من الجنسين ومن جميع الأعمار، حاجزاً بينهم وبين موجات البرد والتساقطات المطرية إلا بضع قطع من “الكرتون” و”البلاستيك”، فيما يملك “الأكثر حظا” غطاء قد يحصل عليه من أحد المحسنين أو يجده في حاوية قمامة.
نتيجة هذا الواقع وفي غياب حلول ممكنة أخرى، يجد الأشخاص بدون مأوى في وجدة أنفسهم “تحت رحمة” مبادرات إنسانية تنظم في الغالب من قبل جمعيات خيرية مختلفة تتضافر جهودها في إطار تنسيقيات للتخفيف من وطأة الشارع على هذه الفئة، وأيضاً من طرف أشخاص ذاتيين وطلبة مدارس وجامعات.
أمين، طالب بإحدى المدارس العليا التابعة لجامعة محمد الأول بوجدة، قال إن مشاهد استلقاء أشخاص في العراء في ظل هذه الظروف الجوية القاسية كانت دافعاً لإطلاق حملة واسعة في أوساط زملائه ومعارفه لجمع الألبسة الدافئة بغرض توزيعها على هؤلاء.
وأضاف أمين ضمن تصريح لهسبريس: “تركيزنا هو على الألبسة المصنوعة من الصوف والكبيرة من حيث الحجم، ثم الأحذية، بحيث يمكن أن تبقي المستفيدين منها دافئين، كما أنها سهلة التوفير، إذ لكل منا في الغالب قطعة يمكنه الاستغناء عنها”.
وأشار المتحدّث ذاته إلى أن هناك مبادرات أخرى لتوفير الأغطية والأفرشة لهذه الفئة، “لكن فكرتنا هي أن الشخص الذي يعيش حياة التشرد يتحرّك كثيراً، وبالتالي توفّره على لباس دافئ مفيد له أكثر. كما أن الأغطية والأفرشة قد تتعرّض للسرقة ولن يستفيد منها مرة أخرى”.
وفي مبادرات إنسانية أخرى لا تقل أهمية، تعمل جمعيات مختلفة على توفير وجبات ساخنة للأشخاص دون مأوى، يتم توزيعها خلال الفترة الليلية وفق إحصاء مسبق يشمل المتواجدين في مختلف أحياء المدينة.
وعبر هذه المبادرات، تنادي الجمعيات الخيرية والأشخاص الذاتيون السلطات الحكومية، الممثلة في وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، للاهتمام بهذه الفئة التي تعيش وضعية الشارع وتبقى حياتها مهدّدة بشكل دائم.
المصدر: وكالات