“يورّط” مؤلف جماعي جديد فكر إدغار موران في مقاربة “الراهن المغربي بكل تموجاته الحارقة”، بمواضيع تستشرف مستقبل البلاد، وتضع “الفكر المركب أمام المافيا”، أو تسعى إلى فهم إشكالات “المسألة التربوية”، و”تكلس الوعي المدرسي بالمغرب”.
كتاب “إدغار موران: الفكر المركب خلاصا للإنسانية”، الذي نسقه وقدمه منير الحجوجي، يعرف مشاركة خاصة لإدغار موران، وإسهامات بحثية وترجمية من كل من: صباح أبو السلام، عزيز لزرق، ياسين كني، بلخير بومهاوت، عواد إعبدون، بلال الهنا، خديجة براضي، منتصر حمادة، هاشم علوي، فاطمة بوشيخة، عبد الحكيم الزاوي، أحمد القصوار، وحمادي أنوار.
يذكر الكتاب أن إدغار موران جعل الحوار أسلوب عيش، ويرى الحياة فنا دائما، ويدرك ويُعَلِّم إدراك “أنك مثل الآخرين، عبارة عن بنيات مركبة”.
لموران أيضا “القوة في الإقبال على الحياة، والنظر إليها من زاوية المحبة للإنسان في كل الناس، في القريب أو الغريب، في الأسرة أو خارجها، في الأبناء والزوجة، في شركاء الحياة، وفي الوطن، لأن الوطن لا يختزل في الموطن، ولأن الوطن الحقيقي هو وطن الإنسانية”.
ويكتب الباحث عزيز لزرق: “كم أنا مدين لقراءة إدغار موران، لأنه كان دائما المحرك الخفي لجل كتاباتي، كان ضيفي الذي يخترق طيفه مسكني وعوالم أفكاري. كم سنحتاج إلى قراءة وإعادة قراءة إدغار موران باستمرار لكي نحب الإنسانية، ونعلم أننا ضيوف على هذه الأرض ولسنا محتلين لها، ونتعلم كيف نجتهد دائما لاستعادة إنسانيتنا، عبر الدفاع المستمر عن وطن الإنسانية”.
منير الحجوجي، منسق المؤلف الجديد، قال لـ هسبريس إنه تعرف على إدغار موران منذ ما يزيد عن 20 سنة، “عندما سارعت إلى صديقي وأستاذي عزيز لزرق، واقترحت عليه ترجمة ‘المعارف السبع الضرورية لتربية المستقبل’؛ لما أدركت ما في الكتاب من تصور غير مسبوق على مستوى مقاربة مأزق التربية عالميا”؛ ثم تحدث عن اقتراحه بعد ثلاث سنوات من ذلك على أحمد القصوار ترجمة “كتاب موران الفريد” المعنون بـ”الفكر والمستقبل”.
أما العمل الحالي فهو، وفق الحجوجي، “محاولة متواضعة لرد دَين لرجل قدم أشياء كبيرة، سواء على مستوى الإبستمولوجيا/طريقة فهم العالم أو على مستوى الايتيقا/طريقة عيش/الوجود في العالم”.
ويموضع تقديم الكتاب إسهام إدغار موران في “قلب الإطار العام للفكر الغربي المعاصر”. ويرى الحجوجي أن إسهام هذا العلَم ينخرط ضمن تيار عام هو “تيار نقد الشر”.
ويهتم الفصل الأول من الكتاب، وفق ورقته التقديمية، بـ”الفكر المركب في مواجهة أعطاب عالمنا”، ويضم مقالات “تقف عند الجهد الاستثنائي الذي بذله موران في سبيل إرساء إبستمولوجيا مركبة، تحاول تجاوز المنهج الاختزالي المشوه والمشوِّه للقضايا/الملفات الكبرى للعالم”، فيما عُنوِن الفصل الثاني بـ”التربية في خدمة أنسنة العالم”، ويجمع “مقالات تقارب تصور موران لمدرسة المستقبل، المدرسة التي يمنحها مهمة استعجالية هي التربية على الفكر المركب/الإنسي”، وهي “النهج الوحيد، في اعتقاد ضيف الكتاب الكبير، للخروج من مدرسة لم تعد تقدم شيئا، مدرسة تقع دون مستوى فهم التحولات غير المسبوقة لعالمنا”.
المصدر: وكالات