انكب لقاء تواصلي نظمته جمعية “لوكيوس” للمسرح الأمازيغي، مساء أمس الأحد بمكتبة المركب الثقافي بالناظور، حول “وضعية الفنان والحقوق المجاورة” بمشاركة الإطارين الحسن اليعقوبي ورشيد بنطالب.
واستهلت أشغال الندوة، التي سيرتها هدى أبعير، بمداخلة الحسن اليعقوبي، المندوب الإقليمي للمكتب الـمغربي لحقوق المؤلفين والحقوق الـمجاورة بالحسيمة، الذي قال إن “الحديث عن موضوع حقوق الفنّان يكتسي أهمية كبيرة ولا بد من تسليط الضوء على مختلف الجوانب المتعلّقة بهذا الموضوع، على اعتبار أن إبداعات الفنّان ثروة ثقافية لا يجب أن تذهب إلى الهاوية”.
وأبرز المتحدّث أن الناظور، على وجه الخصوص، تتوفر على طاقات شبابية مبدعة لا تستفيد من حقوقها التي توفرها القوانين التنظيمية، مؤكدا أن الملكية الفكرية حق من الحقوق الإنسانية، ومحمية بقوة القانون.
وأشار إلى أن هناك من الفنانين بالناظور من يتوفرون على أزيد من 40 ألبوما، لكنهم لا يستفيدون من أي حقوق لكونهم غير مسجلين في المكتب الوطني، ويتم استغلال إبداعاتهم في السهرات والتظاهرات الفنية وفي الإعلام والمقاهي والمطاعم والملاهي الليلية دون أن يحصلوا على أي مستحقات نظير ذلك.
وأضاف أن الفنان الأمازيغي، على وجه الخصوص، يعاني من هذه المشكلة ويتم حرمانه من حقوقه المشروعة التي يمكن أن توفر له دخلا، مؤكدا أن حق الملكية محمي في المغرب، الذي صادق على الاتفاقيات الدولية بخصوص هذا الأمر، مشيرا إلى أن جميع المواطنين يدفعون مستحقات حقوق المؤلف بطرق غير مباشرة، وأن هذه المستحقات يجب أن يستفيد منها الفنان.
ودعا المندوب الإقليمي للمكتب الوطني لحقوق المؤلفين والحقوق المجاورة، في ختام مداخلته، جميع الفنانين إلى الانخراط في المكتب الوطني لحقوق المؤلفين حتى لا يتم هضم حقوقهم، وحرمانهم من الكثير من الامتيازات التي توفرها لهم القوانين المعمول بها في هذا الإطار.
من جهته، قال رشيد بنطالب، رئيس الفرع الإقليمي للنقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية بوجدة، إن “النقابة لا تدخر أي جهد في الدفاع والترافع عن حقوق الفنانين بمختلف الطرق والوسائل، وهي صلة وصل بين الفنان والجهات المسؤولة لتمكين كافة الفنانين المبدعين من الاستفادة من حقوقهم”.
وأضاف أن “وضعية الفنان الأمازيغي بجهة الشرق، وبالنّاظور على وجه الخصوص، تختلف عن وضعية الفنانين في باقي المناطق، على الرغم من أن الناظور يعد من الأقاليم الأكثر إنتاجا في عالم الفن بمختلف أشكاله، والفنان الأمازيغي أعطى الشيء الكثير لنشر الثقافة الأمازيغية”.
وعن أسباب هذه المشكلة التي يعاني منها الفنان الأمازيغي بالناظور، قال بنطالب إن “الأسباب ذاتية نابعة من الفنان نفسه لأن المكتب الوطني لحقوق المؤلفين لن يبحث عن هذا الفنان ليسجله ويدافع عن حقوقه، بل يجب أن تكون مهمة ذلك منوطة به، وغياب المكتب بالناظور مرده عدم دفاع المجتمع المدني عنه كمطلب لدى المسؤولين، على الرغم من أن الناظور شعلة فنية وثقافية تعطي ما لا تعطيه أي مدينة أخرى في جهة الشرق”.
وبخصوص مشكل اشتراط الانخراط في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي للتسجيل في المكتب الوطني، أوضح بنطالب إن هذا المشكل عويص وقد ترافعت النقابة للدفاع عن الفنان المغربي ورفعت دعوى قضائية بخصوص هذه المعضلة، داعيا إلى تدخل كافة الجهات والفاعلين والهيئات لإيجاد حل منصف للفنان المغربي.
وأكد بنطالب في ختام مداخلته أن غياب النصوص القانونية المؤطرة لوضعية الفنان في جميع الحالات سبب رئيسي لضياع حقوق الفنانين، وطالب بضرورة تضافر الجهود لإنصاف هؤلاء الفنانين، خاصة بمدينة الناظور.
المصدر: وكالات