الخميس 12 دجنبر 2024 – 09:19
طالب نشطاء بيئيون بإقليم زاكورة وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، بالتدخل لإنهاء “تأزم” الوضع المائي الذي يعاني منه الإقليم بسبب استمرار احتضانه لزراعات “دخيلة” مستهلكة للماء، أساسا البطيخ الأحمر، وذلك بعدما تلقى هؤلاء “بأسف” إصدار عامل الإقليم، مرة أخرى، قرارا يقضي بتحديد المساحات المسموح بزراعتها من هذه الفاكهة، “رغم عدم تأدية القرارين المماثلين خلال الموسمين الماضيين سوى إلى زيادة الإنتاج بفعل التحايل عليهما”.
ووضعت جمعية أصدقاء البيئة بإقليم زاكورة، في مكتب الضبط بوزارة الداخلية، رسالة إلى لفتيت سجلت تحت عدد 12550، بشأن زراعة البطيخ الأحمر في المجال الترابي للإقليم، أكدت فيها أن الأخير “يعاني من أزمة مائية صعبة ومطلقة؛ حيث انتقل من مرحلة الخصاص المائي إلى مرحلة العجز المائي بسبب التغيرات المناخية والجفاف الحاد الذي نتج عنها”.
وأوضحت المراسلة ذاتها، اطلعت عليها هسبريس، أن هذا الانتقال، جاء كذلك بسبب “الاستنزاف المفرط للثروة المائية جراء إقحام زراعات دخيلة مستهلكة للماء: البطيخ الأحمر”، مضيفة أن ذلك “كان له انعكاس خطير وبالغ الأثر على الإنسان والمجال، وهكذا تدهورت الواحات وتراجعت مساحتها وعمّ البؤس واستوطن الشقاء كل الأرجاء”، منبّهة إلى أن هذا الأمر “دفع جزءا كبيرا من الساكنة إلى الهجرة بحثا عن حياة أفضل”.
وذكّرت الجمعية بأن “هذا الوضع المزري” دفعها إلى مراسلة عامل إقليم زاكورة في الموضوع بتاريخ 22 غشت 2024، تلتمس منه “التدخل وفق اختصاصاته لحماية الملك العام المائي، بإصدار قرار عاملي يمنع بمقتضاه زراعة البطيخ بنوعيه الأحمر والأصفر بالمجال الترابي للإقليم”، موضحة أنها استندت إلى كون هذه الزراعة “دخيلة ومضرة بزراعة النخيل الاستراتيجية التي تشكل المورد الأساسي والنشاط الفلاحي الأساس للساكنة المحلية”.
وأفادت جمعية أصدقاء البيئة بإقليم زاكورة عبد الوافي لفتيت بأنها تلقت “بأسف كبير اكتفاء السيد العامل بإصدار قرار عاملي بتاريخ 11 أكتوبر 2024 ينسخ قرارين سابقين صدرا خلال الموسمين الفلاحيين السابقين لم يؤديا إلى النتيجة المرجوة في تقنين هذه الزراعة”.
وتابعت شارحة: “عكس ذلك، تزايدت المساحات المزروعة بشكل لافت، وارتفع الإنتاج بسبب التحايل على هذين القرارين”، موضحة أن هذا الأمر “كان من نتائجه استفحال الوضعية المائية وتأزمها”، واصفة قرارات عاملي الإقليمين المجاورين تنغير وطاطا، القاضية بالمنع الكلي لزراعة البطيخ الأحمر، الصادرة في الآن نفسه، بـ”الحكيمة”.
اعتبارا لذلك، “وأمام هذا الوضع المقلق بإقليم زاكورة، وتفعيلا للتعليمات الملكية السامية المتضمنة في خطاب العرش 2024 التي تُلح على حماية الملك العام المائي”، التمست الجمعية المدافعة عن سلامة البيئة بإقليم زاكورة من وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، “التدخل لوضع حد لهذا الوضع المزري (..) حماية للملك العام المائي، ورفعا للضرر البليغ الذي طال الإنسان والمجال على حد سواء”.
المصدر: وكالات