مغربية حتى النخاع، متشبثة بقيمها الإنسانية والفنية التي اكتسبتها طيلة مشوار فني يمتد لعقود من الزمن واكبت من خلاله أساتذة من طينة الكبار وأسماء فنية خلدتها الذاكرة المغربية.
صاحبة رائعة “مغيارة” وغيرها من القطع المغربية الخالدة التي أبدعت في غنائها، ما جعلها تكتب اسمها بحروف من ذهب كواحدة من أبرز رواد الساحة الفنية المغربية ورمز من رموزها الذين ساهموا في إغناء الخزانة الفنية بأعمال استثنائية أبدع في صياغة كلماتها وتلحينها مجموعة من المبدعين المغاربة.
الفنانة لطيفة رأفت خصت هسبريس بالحوار التالي على هامش حضورها سهرة فنية بمسرح محمد الخامس احتفالا بالذكرى الستين لتأسيس النقابة الوطنية للصحافة، تناول ذكرياتها داخل أروقة الإذاعة الوطنية، وسر تشبثها بالأغنية المغربية، إضافة إلى جديدها وبرنامج حفلاتها للسنة الجديدة.
بداية، حدثينا عن إحساسك بعد العودة إلى الإذاعة الوطنية بالرباط التي كانت شاهدة على بدايات نجاح لطيفة رأفت
بكيت كثيرا عند دخولي الإذاعة الوطنية لأنه راودني إحساس لا يمكنني وصفه، شعرت بصدمة لأنني رأيت مشهدا لم أره منذ سنة 1992، أي لأزيد من 25 سنة، وعندما عدت إلى المنزل بدأت أكتب للتعبير عن إحساسي لكن الدموع غالبتني ولم أستطع إتمام الكتابة وبكيت بحرقة شديدة.
بكيت لأنني تذكرت أياما جميلة خلت كنت أتمنى أن يبقى منها ولو الشيء القليل اليوم، لكن الدوام لله سبحانه وتعالى والأشياء الماضية لا تبقى.
بصدق، افتقدنا أشياء عديدة كنت أتمنى أن تبقى في هذا الزمن مثل الصدق والألحان الجميلة والناس القدماء مثل عبد القادر الراشدي وفتح الله المغاري والفرقة الموسيقية الكلاسيكية بدون حداثة، كلها أشياء مرت أمامي في لحظة مثل الخيال.
قدمت على خشبة المسرح باقة متنوعة من الأغاني الخالدة وسط تفاعل الجمهور الذي ردد أن الأغنية المغربية مازالت بخير، فما تعليقك؟
الحمد لله، رغم وقوفي في مسارح كبرى بمختلف الدول العربية إلا أن لمسرح محمد الخامس مكانة خاصة في قلبي، وأنا أقول إن الشباب اليوم لم يسمعوا شيئا من الأغنية المغربية بكل صدق، لأنهم اتجهوا إلى أشياء أخرى، وهذا جميل لأنه بفضل ذلك أصبحت الأغنية المغربية مسموعة في ظل موجة موجهة إلى الخليج والشرق، ومن حق الشباب التغيير، لكن أغنيتنا العريقة الحقيقية من ريبيرتوار الستينات والسبعينات مثل “خليني بعيد” لا يجب التخلي عنها أبدا.
ما ردك على من يلومك عن أدائك الدائم للقطع المغربية القديمة؟
أغني دائما القطع القديمة لأنني تربيت وترعرعت على مثل هذه الأغاني وكنت أستمع إليها في بداياتي رفقة والدي وعند التحاقي بالجوق الوطني.
أرى أن الجيل الجديد يجب أن يسمع الأعمال القديمة ويرددها، وأتمنى أن أكون أقدمها في صورة أجمل. لا يلومني أحد لأنني متشبثة بالأغنية المغربية الأصيلة و”الخاترة” كما نقول.
تم اختيارك للمشاركة في السهرات الفنية المنظمة بالمملكة السعودية على هامش موسم الرياض، فماذا يمثل لك ذلك؟
تلقيت دعوة من رئيس هيئة الترفيه تركي آل شيخ وشرف لي أن أغني في مسرح أبو بكر سالم في الرابع من شهر فبراير القادم، وأن أقدم لمغاربة المهجر والجمهور العربي بالسعودية قطعا فنية مغربية.
في البداية دعيت لحفل تكريم “صوت الأرض” طلال مداح، لكن التزاماتي الفنية مع نقابة الصحافة حالت دون ذلك، إضافة إلى حالتي الصحية. أرجو أن أصبح بحالة جيدة لأنني سأسافر هذا الأسبوع، وأتمنى أن أقدم الأغنية المغربية كما هي بإذن الله.
بحكم صداقتك مع الفنان القدير محمد الغاوي، ما رسالتك إليه في محنته المرضية؟
محمد الغاوي هو صديقي وأخي ورفيق دربي، أنا أول من عرف بخبر مرضه، فقد اتصلت بي ابنته عندما كنت في تركيا. هو إنسان طيب، كان دائما سباقا للخير ويتصل بي لتقديم واجب العزاء للأصدقاء، أتمنى له الشفاء العاجل وأن يعود إلينا بصحة وعافية.
ما جديدك الفني؟
أحضر لمجموعة من الجولات الفنية داخل وخارج المغرب، سأكون من خلالها في لقاء مباشر مع جمهوري الحبيب.
كلمة أخيرة
أتقدم من هذا المنبر بالشكر إلى النقابة الوطنية للصحافة التي كان لها الفضل في أن أعيش ما عشته من أحاسيس نبيلة خلال هذين اليومين، وأشكر جمهوري العزيز على حبه ومساندته لي.
المصدر: وكالات