السبت 18 ماي 2024 – 07:00
تساؤل وتأمل حول “إمبراطور هدد البشرية” قبل سنوات معدودة يحمله أحدث أعمال عبد العزيز كوكاس، الصادرة عن منشورات “النورس” بعنوان “رسالة الوداع الأخيرة لفخامة الإمبراطور المعظم: كوفيد التاسع عشر”.
هذا الكتاب، الذي وقّعه كوكاس، الجمعة، برواق النقابة الوطنية للصحافة المغربية بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط في دورته 29، “مسودة أولى” للتفكير في “كورونا” لا بوصفها “مجرد جائحة اكتسحت العالم وشلت دورة الحياة في كل أنحاء المعمور”، بل بوصفها “فرصة نادرة في الوجود لإعادة مساءلة القيم الوجودية التي أسندنا عليها ثقتنا بتفوق الجنس البشري وإخضاعه للطبيعة وتطويعها لأجل إسعاده”.
وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أوضح الصحافي والكاتب عبد العزيز كوكاس أن مؤلفه الجديد “محاولة لجعل أكبر إمبراطور هدد البشرية موضع تساؤل وتأمل؛ ذلك أنه لم يكن ممكنا في زمن آخر غير هذا أن تكون الفيروسات موضع جدل وحكايات، وقول الشيء ونقيضه، وإدخال العالم فيما يشبه السحر، خاصة مع وسائط التواصل الاجتماعي
“.
وتساءل قائلا: “مرت فيروسات كثيرة على البشرية من الطاعون الدبلي إلى الكوليرا والتيفويد، وكانت أخطر من كوفيد التاسع عشر، لكن لِم كان هذا الفيروس هو الإمبراطور الكبير؟”، قبل أن يضيف “هذا فيروس صغير وحقير ومتحور ومتلون و”حرايمي”، حتى اليوم لا نعرف مصدره: هل هو بيولوجي؟ أيدخل في إطار حرب بيولوجية أم حرب قادمة؟ لا ندري إلى اليوم هل هذه اللقاحات كانت للقضاء على الكوفيد أم لأشياء أخرى؟ ونستعرض الحكاية حول منشأ كوفيد وكلها كانت ضمن الأخبار الزائفة”.
بالتالي “اليوم لا شيء يقيني لدينا، وأكبر ما قام به هذا الإمبراطور، إضافة إلى إدخال ثلاثة أرباع البشرية إلى الحجر الصحي، وجعل الموت يهددنا من كل جانب في النقود والملابس والرائحة والهواء واللمسة والقبلة، وحتى الحميميات لم يكن لها مجال، أنه كمّمنا بعدما لم تكن تُكمّم إلا البهائم كأن العالَم يقول للإنسان: اُصمت لكي ترى”.
وتابع كوكاس “كمّمنا وأسكتنا نحن الذين كنا ندعي أن العالم بين أيدينا، وأننا كإنسان سيطرنا على العالم، لكن تبين لنا أن فيروسا صغيرا زعزع اطمئنان العالم”. واستشهد بما قاله عالم الاجتماع إدغار موران: “إننا نعيش زمن اللايقين، واليقين الوحيد ألا يقين في العالم”، لأن في هذا القول “دلالة على أنه يجب أن نُدخل إلى مختبر التأمل رجة الإمبراطور كوفيد المستمرة فينا”.
واسترسل قائلا: “أكبر ما جاء به الفيروس هو أنه جعلنا نتأمل ذواتنا والقيم الفكرية الكبرى التي كنا مستندين إلى جدارها، وزعزع ثقتنا بها، وأَعتبر أنه سيكون على العالم في تغيراته الكبرى القادمة أن يتأمل الزلزال الكبير الذي أحدثه في قيمنا الكبرى الوجودية”، قبل أن يضيف “هذا ليس مطروحا على الصحافي والكاتب فقط، بل على المحللين السوسيولوجيين والمختصين في الأوبئة والأنثروبولوجيين وغيرهم ممن يملكون هذه الأدوات ولست أدعي بأني أحل محلهم”.
المصدر: وكالات