وجه سمير كودار، رئيس جهة مراكش آسفي، والقيادي في حزب الأصالة والمعاصرة المشارك في التحالف الحكومي، نقدا حادا لقادة الأحزاب السياسية المشكلة للتحالف المسير للبلاد، وحملهم جزءا من مسؤولية استمرار تمركز القرار في يد الوزارات وعدم السماح بتفويت أي صلاحيات مهمة للجهات.
جاء ذلك في الجلسة الأولى ضمن المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة في نسختها الثانية، التي تحتضنها مدينة طنجة يومي 20 و21 دجنبر الجاري، وناقشت بحضور عدد من الأكاديميين والمسؤولين والمنتخبين “تحديات تفعيل اختصاص الجهات للنهوض بالجاذبية الترابية”.
وقال كودار في عتاب واضح منه لقادة أحزاب التحالف الحكومي الذي ينتمي إليه: “ليست هناك وزارة تريد التخلي عن أي شيء. أغلب الرؤساء الذين يسيرون الجهات رؤساؤهم في الحكومة، لكن لا وزير يريد أن يتنازل عن شيء. وزراء أحزابنا كلهم يرفضون التنازل عن أي صلاحيات لفائدة الجهات ويتمسكون بها”، معتبرا أن ذلك يساهم في عرقلة اللاتمركز الإداري وإعاقة تفعيل وتنزيل الجهوية المتقدمة.
وحكى رئيس جهة مراكش آسفي تفاصيل مواجهة ساخنة بين مجلس الجهة التي يقودها ووزير التجهيز والماء، نزار بركة، وهو الأمين العام لحزب الاستقلال، بخصوص برنامج الطرق، حيث عارض بركة مشروعا اقترحته الجهة يهم تثنية الطرق الرابطة بين مراكش وأقاليم قلعة السراغنة وآسفي وشيشاوة، في إطار سعيها إلى ربط عاصمة الجهة بمختلف الأقاليم بطريق سريع.
وأورد كودار أن “وزير التجهيز اعتبر أن هذا المشروع ليس أولوية بالنسبة لوزارة التجهيز”، وزاد: “رفضنا توقيع الاتفاقية”، وأضاف موضحا تفاصيل الواقعة المثيرة بينه وبين بركة: “بقي النقاش و(المدابزة) حتى تدخل السيد الوالي وتوصلنا إلى حل بعد سنة”.
وتابع المتحدث ذاته: “قال لنا الوزير ليست هناك مشكلة، أنخرط معكم في هذه المشاريع لكن مساهمة الجهة ترتفع، فقبلنا وتحملت الجهة مليارا و600 مليون درهم، فيما ساهمت وزارة التجهيز والماء بمليار و400 مليون درهم”، واستدرك: “لكن اشترطنا أن تكون مساهمتنا منفصلة عن صندوق وزارة التجهيز ونؤدي مباشرة الشطر الذي تتكلف به الجهة”.
واعتبر كودار أن “الماء يمثل مشكلة كبيرة في جهة مراكش آسفي”، موضحا أن “الفرشة المائية تتراجع سنويا بأربعة أمتار، وهذه كارثة”، مردفا: “بعد سنوات سنصل إلى الفرشة المائية التي تشكلت بعد ملايين السنين”، ومشددا على أن “الجهة توقفت عن حفر الآبار لأنها لم تعد تجد الماء”.
وتابع المسؤول نفسه مستعرضا الأزمة الخانقة التي تعيشها الجهة مع ندرة الماء، والتراجع المخيف للفرشة المائية، موردا: “في قلعة السراغنة كنا نصل إلى الماء على بعد 160 مترا، واليوم نصل إليه بعد حفر 400 متر، وفي شيشاوة أيضا بسبب زراعة ‘الدلاح’ و’السويهلة’ تراجعت الفرشة المائية من 60 مترا إلى 120، وهذا مشكل كبير”.
المصدر: وكالات