الجمعة 19 دجنبر 2025 – 13:00
أكدت وزارة الخارجية الكندية، في تصريحات حصرية لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “أوتاوا تتابع باهتمام كبير تنامي الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب، وتواصل التشاور مع مختلف الأطراف، مع مواكبة التطورات الدبلوماسية الأخيرة، بما في ذلك اعتماد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار رقم 2797″، مشددة على “استمرار دعمها لمسار تقوده الأمم المتحدة، في احترام لمبادئ هذه المنظمة الدولية”.
وأوضحت الخارجية الكندية أن “المملكة المغربية وكندا تتمتعان بعلاقة قوية ومتنامية منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما سنة 1962″، وزادت: “على مرّ السنين تعززت هذه العلاقة من خلال تعاون سياسي بنّاء وتبادلات إنسانية نشطة، بدعم من الجالية المغربية الدينامية في كندا”، مضيفة: “في السنوات الأخيرة تنظر كندا إلى علاقتها السياسية مع المغرب بوصفها إيجابية على نحو متزايد، مع تركيز التعاون على مجالات أساسية مثل الأمن والانخراط متعدد الأطراف”.
وأوردت الوزارة ذاتها أن “الأمن أصبح مجالاً مهماً للتعاون، إذ يُنظر إلى المغرب كشريك موثوق في جهود مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف”، مردفة: “ومن خلال برامج مثل برنامج بناء القدرات لمكافحة الإرهاب (CTCBP) تقدم كندا حالياً نحو 7 ملايين دولار دعماً لمشاريع ثنائية وإقليمية تهدف إلى تحسين إنفاذ القانون وأمن الحدود والمطارات، والوقاية على مستوى المجتمعات. كما تتعاون كندا والمغرب في إطار الفرانكفونية، حيث يدافعان عن قيم مشتركة مثل الحكامة الديمقراطية وحقوق الإنسان والتنمية الشاملة على الساحة الدولية”.
وتفاعلاً مع سؤال لهسبريس حول موقفها من النزاعات والتوترات الإقليمية في المنطقة المغاربية ومنطقة الساحل ذكرت الخارجية الكندية أن “كندا تُقر بالأهمية الإستراتيجية لمنطقتي المغرب العربي والساحل، وتعتبر أن النزاعات والخلافات فيهما تشكل تهديدات كبيرة للاستقرار الإقليمي والدولي، ولها انعكاسات سلبية واسعة على رفاه السكان المتأثرين”، وواصلت: “أسهمت كندا بفعالية في جهود السلام والأمن من خلال الانخراط الدبلوماسي والشراكات الإستراتيجية والبرامج الموجّهة”.
وتابعت الوزارة: “في إطار إستراتيجية إفريقيا 2025 تضع كندا تركيزاً أكبر على تنويع الاقتصادات والحكامة الديمقراطية والوقاية من النزاعات. فيما تدعم برامج مثل برنامج بناء القدرات لمكافحة الإرهاب (CTCBP) الجهود المبذولة عبر القارة، بما في ذلك غرب إفريقيا والمغرب العربي، لمكافحة التطرف العنيف والتهديدات العابرة للحدود. كما يضطلع برنامج تنموي إقليمي خاص بمنطقة الساحل بمبادرات تهدف إلى تعزيز صمود المجتمعات الأكثر تضرراً من تهديدات النزاعات، بما يسهم في الاستقرار الإقليمي الأوسع”.
كما أشارت الخارجية الكندية إلى “تعيين مبعوث خاص لمنطقة الساحل لتعزيز تفاعل كندا وأنشطتها في المنطقة وفي المحافل الإقليمية والدولية المعنية بتحسين الأوضاع في الساحل”، مؤكدة أن “كندا حافظت على حضورها الدبلوماسي الميداني في مالي وبوركينا فاسو، رغم صعوبة بيئة العمل في البلدين”، ومشددة على أن “الدولة الكندية تُقر برؤية المغرب بعيدة المدى وقيادته في تعزيز الأمن والازدهار بمنطقة الساحل؛ ورغم أنه ليس عضواً في حلف شمال الأطلسي فإن شراكته الإستراتيجية الوثيقة مع الحلف في إطار الحوار المتوسطي على مدى السنوات الثلاثين الماضية تجعله فاعلاً رئيسياً في جهود الأمن الإقليمي”.
المصدر: وكالات
