على بعد أيام معدودة على عودة أبناء المغاربة إلى مقاعد الدراسة بمؤسسات التعليم الابتدائي والثانوي والإعدادي، يسابق العديد من آباء وأولياء التلاميذ الزمن لاقتناء الكتب المدرسية، غير أنهم يصطدمون لدى توجههم إلى المكتبات بوجود خصاص في بعض الكتب، وهو ما لا ينفيه الكتبيون إلا أنهم يشددون على أن الكتب غير المتوفرة هي بالأساس تلك المعتمدة في الطبعة الحديثة، ويلقون بالتالي المسؤولية على عاتق الناشرين.
وقال نور الدين عكوري، رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأولياء التلاميذ، إن “المعروض من الكتب في هذه الفترة قليل مقارنة بالطلب، والكميات القليلة من الطبعة الأولى التي جرى توزيعها على المكتبات نفدت بشكل سريع، ما حال دون تمكن العديد من الأسر من شراء المقررات الدراسية، وتحديدا تلك التي لم يطرأ عليها أي تغيير”.
وأورد عكوري، في تصريح لهسبريس، أن “بعض الكتب المدرسية التي تم اعتمادها في الطبعة الحديثة لهذه السنة تتصدر قائمة الكتب غير المتوفرة بالمكتبات، وتحديدا كتاب الرياضيات للسنتين الرابعة والسادسة ابتدائي، وكتاب اللغة العربية بالنسبة للسنة الأولى الإعدادي”، مشيرا إلى أن “هذا المشكل الذي أصبح يتكرر بشكل سنوي يسائل توفير الناشرين الكتب المدرسية في الوقت المناسب”.
وذكر رئيس فيدرالية جمعية آباء وأولياء التلاميذ من جهة أخرى، أن “الخصاص المسجل في بعض الكتب المدرسية راجع إلى احتكارها من طرف بعض المكتبات، خصوصا بالمدن الكبرى، ما يفرض على الناشرين تحمل مسؤوليتهم في توزيع حصص الكتب التي يتم طبعها بالتساوي بين مختلف المكتبات”.
وتعليقا على الموضوع ذاته، أكد محمد البرني، عضو المكتب التنفيذي للجمعية المغربية للكتبيين، أن “العديد من الكتب المدرسية غير متوفرة بالشكل الكافي في المكتبات، والعديد من الآباء الذين تأخروا في اقتناء الكتب لأبنائهم لم يجدوا بعض العناوين بعد نفاد مخزون الكتبيين بمناطق سكناهم منها”.
واستغرب البرني، في تصريح لهسبريس، “عدم طبع أربعة عناوين حديثة بالمستويين الابتدائي والإعدادي حتى الآن رغم إذن الوزارة الوصية بطباعتها منذ شهر أبريل الماضي”، وقال: “لا نعلم الإكراهات التي دفعت الناشرين إلى التأخر في الطبع، لكن الأمر يبقى مقلقا، خاصة وأن أياما قليلة فقط تفصلنا عن انطلاق الموسم المدرسي الجديد”.
وأضاف عضو المكتب التنفيذي للجمعية المغربية للكتبيين أن “وزارتي التربية الوطنية والداخلية مدعوتان إلى التدخل بشكل عاجل لحث هؤلاء الناشرين على طبع الكتب بوفرة وفي الوقت المحدد، لأن الكتبيين هم من يتحمل ضريبة هذا التأخر، إذ يُتهمون سنويا من طرف الآباء والأولياء باحتكار الكتب غير المتوفرة في السوق”.
وقال عبد العزيز كوثر، رئيس الجمعية المغربية للكتبيين ببنسليمان، في تصريح لهسبريس، إن هناك “وفرة في الكتب المدرسية المعروضة هذه السنة، إلا أن هناك تأخرا في طباعة بعض العناوين الحديثة، وهو مشكل سنوي يعاني منه الكتبييون”.
وأكد كوثر أن “نفاد بعض الكتب المدرسية من المكتبات راجع إلى عاملين؛ أولهما الكميات القليلة للطبعة الأولى، وثانيهما قرار إلغاء مبادرة مليون محفظة الذي دفع العديد من الأسر التي كان تستفيد منها إلى الاستعجال في اقتناء المقررات الدراسية”.
وأورد المتحدث في ختام تصريحه لجريدة هسبريس الالكترونية أن “أسعار أغلب الكتب المدرسية لم تعرف أي زيادة وتبقى في المتناول، باستثناء بعض الكتب المستوردة المعتمدة في المدارس الخاصة، إذ شهدت أثمنتها زيادات طفيفة تتراوح بين 10 و20 درهما”.
المصدر: وكالات