الجمعة 10 يناير 2025 – 01:14
جانبٌ مغمورٌ من الحياة العلمية للكاتب والمؤرخ المغربي البارز محمد داود، يكشفه كتاب جديد خرّجته وقدّمته ابنته الباحثة حسناء داود، رئيسة المؤسسة التي تحمل اسمه بتطوان وتعمل على إصدار تراثه والتعريف به.
صدر هذا العمل الجديد عن “مؤسسة محمد داود للتاريخ والثقافة” و”منشورات باب الحكمة” بعنوان “أشعار الموسيقى العربية الأندلسية من كناش الحايك – مجموعة المكي امبيركو مع تذييل وفهرسة شاملة لمحمد داود”.
العالم محمد داود، رائد التعليم والإعلام الذي اشتغل من أجل استقلال المغرب وتنظيم محاكمه وتعليمه وأدار الخزانة الملكية بالرباط، يعرّف بعطاءات ثقافية؛ أبرزها “تاريخ تطوان” الصادر في خمسة عشر مجلدا. ويكشف هذا الكتاب الجديد اهتمامه البحثي بالموسيقى الأندلسية المغربية، “موسيقى الآلة”، من خلال أحد أمهات مراجعها التاريخية بالمغرب “كناش الحائك”.
ويقول الكتاب الجديد: “عُرف الأستاذ محمد داود (1984-1901) بكونه فقيها وأستاذا ومؤرخا وباحثا اجتماعيا وصحافيا ومناضلا وطنيا… ولم يُعرَف عنه أنه كان من المولعين بالفن الراقي، وخاصة الموسيقى الأندلسية العريقة، التي كان يواظب على حضور جلساتها، ويحرص على تتبع واقتناء ما يكتب عنها، ويتابع حلقات وصلاتها الأثيرية عبر أمواج الإذاعة والتلفزيون، بل وكان يسجل في مذكراته ودفاتره فقرات خاصة تتعلق بضبط قواعد ذلك الفن الجميل، من نوبات وموازين وطبوع وصنائع، مع عنايته بجعل فهارس خاصة بكل ذلك، وكذا تدوين كل ما يبدو له من تعقيبات أو تعليقات حول ما احتوته مختلف التآليف المتعلقة بالموضوع”.
وعادت الباحثة حسناء داود إلى المذكرات الشخصية لأبيها محمد داود، حيث كان يدون “مجمل أعماله واهتماماته”؛ ووقفت على “إشارات عديدة، يستفاد منها أنه كان مهتما بفن الآلة الأندلسية منذ شبابه، فنجده مثلا يشير في مذكرته ليوم الخميس 19 غشت 1926، إلى أن نخبة الآلة بتطوان آنذاك كان منها السادة: (الطنان والعربي الغازي، والدريدب، وامحمد ويدان، وزيدان، والبقاليان، والشعشوع).
وسبق أن أشارت حسناء داود، وفق المصدر نفسه، إلى اهتمام العالم محمد داود بـ”هذا الفن الأصيل”، في كتابها “على رأس الثمانين” الذي تممت فيه مذكرات والدها، مسجلة “ما وقفت عليه في مذكراته الشخصية من تدوينات، تتعلق بمساهماته في جلسات الآلة في ‘باب السفلي’ من تطوان، وبالضبط في روض السيد بتطوان، وهو المكان الذي كان أعيان هذه المدينة ومولعوها يعقدون فيه جلساتهم الفنية مساء كل جمعة”.
ومن أهم ما يثير الاهتمام في المنشور الجديد، وفق مخرجة الكتاب ومقدمته، “المجهود الذي بذله الأستاذ داود أولا في إتمام النقص الذي يلاحظ في المجموعة التي انتقاها السيد المكي امبيركو من كناش الحايك؛ وذلك بإضافته إلى الصنائع الخاصة بميزان الدرج في كل النوبات المتضمنة في الكتاب، مع تهييء فهارس متعددة له، يسهل معها الوصول مباشرة إلى المطلوب، حسب النوبة، وحسب الميزان، ثم حسب الحرف الأول من الصنعة”.
المصدر: وكالات