صدرت، حديثا، عن منشورات مختبر اللغة والترجمة والتواصل والثقافة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، الترجمة العربية لكتاب “صناعة العدو في الإعلام” المكتوب باللغة الإسبانية للمترجمين الأستاذين عز الدين الطاهري وعبد اللطيف أشن.
مؤلف “صناعة العدو في الإعلام” هو ترجمة من اللغة الإسبانية إلى اللغة العربية لكتاب ( La construcción mediática del enemigo ) لمؤلفه التشيلي كارلوس ديل بايي روخاس (Carlos del Valle Rojas) من جامعة “لافرونتيرا” بالتشيلي.
يتكون الكتابُ من جزئين؛ يتناول الجزء الأول موضوع “صناعة العدو” من خلال عمليات واستراتيجيات الانتقال إلى الحضارة والإدماج داخل الدولة وفي السوق. أما الجزء الثاني من الكتاب فيتطرق إلى “أساليب عولمة العدو”، وعلى وجه التحديد من خلال استخدام استراتيجيات معينة في الصناعة الثقافية، كالشيطنة مثلا.
ويرتكز هذا العمل على منظور متداخل التخصصات؛ من أدب وعلم اجتماع وعلم التواصل والدراسات بين الثقافات. كما يتطرق إلى جوانب محددة في مناقشته، من خلال منظور أشمل وأوسع. وفي الوقت نفسه يحيل، بشكل مستفيض، على أهم الدراسات ذات الصلة، مع إظهار مساهماتها وحدودها.
وفي تصريح لهسبريس، قال عز الدين الطاهري: “نظرا للدور المهم الذي تضطلع به الترجمة في نقل الأفكار والمعارف وتطويرها، قررنا ترجمة هذا الكتاب لأهمية الموضوع الذي يعالجه، لاسيما في العالم العربي والإسلامي”، مبرزا “أن هذا المؤلف الإسباني يدرس بشكل دقيق كيفيات وأساليب وإستراتيجيات صناعة العدو في الإعلام، كما يجمع خلاصات دراسات علمية كثيرة قام بها المؤلف”.
والكتاب، أردف الطاهري، “يشرح كيف أصبحت صناعة العدو عادة تتبعها مختلف الأنظمة من أجل تبرير وشرعنة سياستها، ويكون سلاحها الفعال في ذلك الإعلام والتوجيه، بغرض مواجهة كل من يعارض هذه الأنظمة أو يحتج ضدها. كما يعد هذا المؤلف كتابا مميزا من حيث مضمونه والمنهجية المعتمدة، وكذا اعتماده على مقاربات نظرية وتحليلية تشمل الجوانب الاجتماعية والثقافية والسياسية والقانونية والتاريخية”.
وأكد الأستاذ في الكلية سالفة الذكر أن “كارلوس ديل بابي روخاس، مؤلف هذا الكتاب، قدم أمثلة عديدة لأعداء تخلقهم وتصنعهم الأنظمة الاستبدادية والديمقراطية لتحقيق مختلف الأهداف السياسية والاقتصادية والاجتماعية”، مشيرا إلى “أن عملية صناعة الأعداء ليست وليدة اليوم؛ بل إن جذورها ضاربة في القدم وكان لها دور كبير في الحروب، كما كان الحال مع دول المحور إبان الحرب العالمية الثانية”.
وأضاف قائلا: “في الوقت الراهن، ظهرت صيغ جديدة لصناعة العدو كصناعة الخوف وتصوير المهاجرين عامة كمصدر لمشاكل البطالة في الدول الغربية وتحول الهجرة عامة إلى الخطر المهدد للسلم المدني والتوازنات الاقتصادية والاجتماعية”، مؤكدا في الأخير أن “هذه الترجمة العربية من شأنها تعزيز المكتبة الوطنية من حيث المؤلفات المترجمة من اللغة الإسبانية، والتي تضم بين طياتها فوائد علمية تساعد الطلبة والباحثين وتشكل مرجعا غنيا في مجال الإعلام”.
المصدر: وكالات