صدر عن منشورات المجلة الفكرية للتكامل المعرفي كتاب جماعي بعنوان “الثوابت الدينية وما جرى به العمل.. دراسات نظرية ونماذج تطبيقية”.
وتحدث الدكتور سعيد شبّار، الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى، في تقديم هذا الكتاب الذي يندرج ضمن سلسلة الاستكتابات العلمية العدد الأول، عن سياق هذا الإصدار العلمي بأن “للثوابت الدينية في المغرب سياقا تاريخيا وراهنيا”؛ وقد يضاف إلى ذلك سياق آخر أشار إليه الأستاذ مما استوحينا من كلامه، وهو: التهمم بخطاب الثوابت في السياق الوطني على إثر انكباب أساتذة باحثين شباب من مرشدين دينيين يشتغلون بخطاب الثوابت كل من موقعه ووقعه وحسب إسهامه.
وفي مثل ذلك يَرد من تقديم الكتاب أنَّ “هذه المبادرة من الزملاء الأساتذة في كتابتهم عن هذه الثوابت مبادرة حسنة، حيث ينبغي للبحث العلمي والأكاديمي أن يعزز هذا الوجود والاهتمام كذلك….. وبحوثهم غنية بالمعلومات والإفادات.. فأشكرهم وأهنئهم على هذا العمل، وأتمنى لهم مزيدا من التوفيق والعطاء إن شاء الله تعالى، والسلام”.
كما يأتي العمل في سياق مزيد من الترافع حول خطاب وبرنامج الثوابت الدينية المغربية؛ الرأسمال الديني للمغاربة ومرجع منظومة التفكير الديني لديهم والمنهج المتبع الواقي عنهم كثيرا من المبتدَع في القول والعمل والحال والمآل وخصوصا بالحرم العلمي العالي الأكاديمي الذي لا شك في أن العمل قد ينضم إلى فصول الحرم العلمي العالي / الجامعة ومدرجاته وقاعاته، للحديث عن تأسيس وتأصيل ومقصد هذه الثوابت، بل وتدريسها كما دعا السياق والتاريخ والمؤرخ والحاجة في لحظة تاريخية من موقع تاريخي له إسهامه في تخريج الإطار الديني والعلمي والأكاديمي في المغرب الحديث ممن له إسهام في ترشيد وتجديد الخطاب الديني بالمغرب من مرجعية خطاب الثوابت الدينية.
والكتاب ثمرة استجابة تناغمية تلقائية للدعوة التي تضمنتها أطروحة موضوع شُدت الأنظار الإعلامية إليه كما الأنظار العلمية والأكاديمية؛ وهو “الدراسات الإسلامية إلى أين؟” والذي ألقاه الأستاذ أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط يوم الجمعة 24 دجنبر 2021.
بذلك، يعتبر الكتاب مرجعا في باب خطاب الثوابت للباحثين في الدراسات العليا، خصوصا أن بالجامعة المغربية وحدة لماستر الثوابت الدينية وربما قد نجد إجازة مهنية حول الثوابت بإحدى الجامعات المغربية .
يشمل الكتاب أيضا على تصدير للدكتور أمين انقيرة، واحد من الباحثين المشرفين على الإعداد والتنسيق العلمي للعمل إلى جانب الدكتور علي عبيد.
ومن تصدير الباحث الأستاذ أمين اخترنا لكم “أن نخصص أول استكتاب للمجلة، مجلة التكامل المعرفة، لموضوع يعنى بالثوابت الدينية وما جرى به العمل، وذلك محبة ورغبة منا في الانخراط الفعال في هذا العمل الجليل، خصوصا أن هناك جهودا متضافرة من العلماء والباحثين في خدمة الثوابت الدينية، ولا أدل على ذلك من انطلاق موقع الثوابت الدينية المغربية والذي من ثمراته مجلة الثوابت الدينية.
أشاد الباحث ذاته بجماعة الباحثين الشباب من المرشدين الدينيين؛ وهم أحد عشر كوكبا همهم إغناء الخزانة المغربية بإسهام نوعي في بابه وسياقه ومضموماته التي عرفت انتظاما نسقيا تُحقق تكاملا معرفيا ومبتغى منهجيا لدى القارئ .
أورد الباحث المنسق شهادته للتاريخ بأن “هذا الكتاب الذي بين أيدينا قد بذل فيه جماعة من الباحثين المتميزين والمتخصصين في مجالات مختلفة جهودا كبيرة، تنبي عن علو شأنهم في البحث العلمي والأكاديمي، وقد تميزت بحوثهم بالجدة والموضوعية”.
واختتم التصدير بوسم شكر وعرفان وأمل ودعاء بأن “شرفنا بوضع تقديم نفيس وقيم لهذا العمل الجليل، فضيلة الدكتور سعيد شبّار حفظه الله وبارك في عمره ونفع بعلمه… والمؤمل من الله عز وجل أن يديم علينا نعمة العطاء والخدمة لهذا البلد الأمين، وأن يكتب لنا أجر الإسهام في خدمة الثوابت الدينية والوطنية للملكة المغربية حرسها الله. حفظ الله مولانا أمير المؤمنين محمدا السادس بما حفظ به الذكر الحكيم، وبارك في ولي عهده المولى الحسن، وفي صنوه مولاي رشيد، وفي كافة الأسرة العلوية الشريفة، والحمد لله رب العالمين”.
مرشد ديني بإقليم الصويرة
باحث في الخطاب والإعلام الديني
المصدر: وكالات