عن دار “المركز الثقافي للكتاب” للنشر والتوزيع، خرج لرفوف المكتبات كتاب جديد باصماً على عنوان “اتجاهات النظام الدولي.. عالم ما بعد كورونا”، لمؤلِّفه الدكتور محمد بشاري، الأمين العام لـ”المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة”.
وفق ملخص تركيبي-تقديمي توصلت به هسبريس، جاء الكتاب مشتملاً على تمهيد ومقدمة وخاتمة، تتخلَّلها ثمانية مباحث.
واختار الكاتب عنونة هذه المباحث كما يلي: “ملامح الإدارة السياسية في النظام العالمي الجديد: صراع أم تلاق؟، مجتمعات المعرفة.. رهان الوعي، صمام أمان النظام العالمي الجديد، انتعاش التحولات أم ارتعاش الاقتصادات؟، حتى يكون نظاماً عالمياً..تموقع الإنسان أولاً!، في عودة الإنسان لوطنه ‘الإنسانية’ لقاح أخلاقي لجائحة كونية، الأمن الصحي والغذائي.. إشباع حتمي من قلب الجائحة، السلالة المضادة لأزمات الإنسان (حداثة الأكاديميا)، ‘رئة الكوكب.. مصابة بالفيروس!’ و’أمُّنا الأرض.. بلا لقاح!’”.
المؤلَّف الجديد يبسط “فسيفساء زاخرة بخلاصات تجارب الإنسان من قلب الأزمات”، مصحوبة بـ”رؤية استشرافية لضرورات وحتميات الكينونة البشرية واستدامة قوتها وتطورها في ما يلي حقبة كورونا”.
في تعليق مرفق، اعتبر بشاري أن “وصول الإنسان إلى خلاصات فهمه للعالم الذي يعيشه ويتنفس أحداثه يقتضي تحسُّس حدوده البارزة والغائرة، والعزف على أوتاره كيفما حركتها رياح الواقع، ومن ثم الوقوف على أرضية صلبة يستطيع من خلالها إشباع تساؤلاته وتحقيق رسالته الإنسانية، وطموحاته المحفوفة بالتحديات الوليدة من رحم الحياة، التي مَثّل اشتعال فتيل الجائحة العالمية الصحية (COVID-19) أحَدَها”.
“ارتبط ظهور النظام العالمي القديم والجديد والمتجدد بالتحول الهيكلي لنظام العلاقات الدولية الذي بدا إيديولوجيا بعد الحرب العالمية الثانية في صراع نفوذ بين المعسكرين الغربي الرأسمالي والشرقي الاشتراكي، ليتطور جيو-اقتصادياً بعد انتهاء الحرب الباردة في التسابق على احتلال الأسواق العالمية، خاصة بين القطب الليبرالي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وحوْلهُما تدور رحى الأقطاب الأخرى التي بدأت في التشكل، خاصة بعد حرب الخليج والحرب الروسية الأوكرانية”؛ يسجل المصدر نفسه، خاصاً بالذكر “القوة العسكرية الروسية والقوة البشرية الهندية وظهور فضاءات جديدة تساهم في تغذية هذا التسابق، منها تركيا والبرازيل والقارة الإفريقية”.
وزاد الكاتب مستدركاً: “إلّا أن أزمة عالمنا المعاصر إثر وباء ‘كورونا’ أسقطت أقنعة كثيرة يغلُب عن طابعها الجشع والطمع وحب الاستحواذ والسيطرة، في وقت برزت قوى أخرى تبشر بنظام عالمي جديد أكثر إنسانية يكون فيه الأمن الغذائي والصحي على رأس الأولويات وأجندات السياسة الخارجية؛ ما ينبئ بنظام عالمي جديد متعدد الاتجاهات ونهاية أحادية القطبية”.
وعن هذه النداءات التي تُبشر بنظام عالمي جديد، قال جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء “مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية”، في تقديمه للكتاب: “لقد تعددت نداءات الكون للإنسان، وتفتحت اهتماماته على العديد والجديد، ويأتي هذا المؤلَّف متنوع الطرح في التفاتة وعي جامعة لضرورة النهوض بمستلزمات الملامح الحضارية والحقيقية للنظام العالمي الجديد، مندمجاً في حوار عقلاني ومسترسل عن التفاصيل القادمة للمشهد الاقتصادي، والسياسي، والصحي، والمعرفي الثقافي، والتربوي الأكاديمي، والبيئي، والأخلاقي الإنساني ذي المركزية الهامة… وبوصلة تشير إلى مشترك تجتمع عليه كل تفاصيل النظام الجديد القادم، متمثلاً في الوطن الأصلي للإنسان، وهو الإنسانية؛ ليمثل خطوة هامة في تدشين القادم وبناء استشرافاته المأمولة”.
المصدر: وكالات