الثلاثاء 8 غشت 2023 – 07:17
تستمر جهود التأريخ للإرث الصوفي العريق للمغرب بجزء تاسع فتح باب الكتابة فيه للأكاديميين حول الفكر الصوفي بمنطقة دكالة – عبدة، في إطار “الموسوعة الشاملة للفكر الصوفي بالمغرب وامتداداته بإفريقيا والعالَم”.
هذه الموسوعة تؤرخ لتاريخ التصوف الإسلامي بمختلف مناطق المغرب عبر القرون، وأسباب انتشار الفكر الصوفي وعوامل استمراره، ومختلف المدارس والزوايا، وخصائصها ووظائفها، وأعلام التصوف وآثارهم، وتأثير الفكر الصوفي بكل منطقة من المناطق وامتداداتها، فضلا عن الوظائف الإصلاحية للتصوف بكل مجال يهتم به أحد الأجزاء.
هذه الموسوعة التي تتوجه إلى عموم الباحثين والمهتمين تنطلق من فكرة مفادها أن “النظرة الشاملة لخصوصيات الفكر المغربي لا تحصل دون الاطلاع على النص الصوفي”؛ لأن “المغرب استقبل مدارس فكرية متنوعة، والفكر الصوفي احتضن هذه المدارس ودمجها؛ ففي المغرب تاريخيا نكاد لا نجد متكلما أو فقيها غير صوفي، ففقهاء البلاد وعلماء الكلام والعقيدة والأصول أغلبهم كانوا صوفيين. وبمثل هذه الطريقة في البحث سيتجدد النظر في الفكر الصوفي المغربي؛ فهو ليس فكر الانزواء وليس فكر الهروب من الواقع ولا فكرا انعزاليا، وإنما هو فكر اجتماعي، وفكر علمي مرتبط بالواقع والإنسان والمجال”.
أحمد الفراك، أكاديمي مشرف على إعداد الموسوعة، قال إن هذا العمل الجماعي لقي “ترحيبا وقبولا كبيرين من طرف الأساتذة، ويشرف عليه حاليا مختبر العلوم الإسلامية بكلية أصول الدين بجامعة عبد المالك السعدي”.
وأضاف الفراك في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: “بعد صدور الجزأين الأولين بالأردن، الأجزاء الأخرى الآن في طور إتمام التحكيم والإعداد للطبع، وهي الأجزاء الخاصة بالتصوف بالريف، وفاس، ومراكش، وسوس، ودكالة”، علما أن “الاستكتاب المقبل سيكون حول التصوف في الصحراء”، وسيليه جزء خاص بـ”امتداد التصوف المغربي في إفريقيا والعالم”.
وهذه الموسوعة التي من المرتقب أن تضم أكثر من عشرة أجزاء “كلها دراسات محكمة”، وفق الأكاديمي؛ لكن معديها “لا يدعون إحاطتها بكل ما في التراث الصوفي المغربي، بل هي تعريف بمعالمه”، و”إبراز للخصوصية المغربية، والتفاعل المغربي على المستوى الأخلاقي والصوفي والتربوي”.
الموسوعة أيضا “إبراز للمشترك في الفكر الصوفي بوصفه أحد مكونات الثقافة الإسلامية العربية، وأحد مكونات الهوية المغربية الأصيلة التي لا يمكن الاستغناء عنها لأنها مندمجة ومنسجمة مع روح الثقافة المغربية الأصيلة”، بإلقاء الضوء على “هذا التراث الغني الزاخر، الذي يعطي بعدا كبيرا وأصيلا للثقافة والهوية المغربيتين”، وفق المصرذاته.
المصدر: وكالات