الإثنين 26 يونيو 2023 – 06:09
قام طارق البكري، الصحافي والأكاديمي والكاتب اللبناني المتخصص بأدب الطفل، بزيارة إلى المغرب شملت مدن الدار البيضاء والرباط وبن أحمد وسطات والعرائش والدروة وخريبكة وورزازات وسكورة، حيث التقى عددا من الفعاليات التربوية والثقافية والأدبية وأجرى حوارات مع أطفال مغاربة.
وقال البكري، بعد جولاته التي امتدت لنحو 20 يوما وشملت المشاركة في معرض الكتاب والتوقيع على عدد من مؤلفاته، إن “هذه الزيارة الأخيرة لها ميزة خاصة، مع زيارة جنوب شرق المغرب، مرورا بالأطلس الكبير، ولقاء طلاب مجموعة مدارس أمزارو ومشاركتهم مسابقة تحدي القراءة، والاطلاع على نشاطهم القرائي المميز”.
وأضاف الكاتب اللبناني المتخصص بأدب الطفل: “جولتي شملت مدنا عديدة، زرت خلالها الكثير من المدارس، والتقيت ما لا يحصى من طلاب المدارس الخاصة والعمومية بهدف التشجيع على القراءة، وتوزيع الكثير من الكتب هدايا على الطلبة المميزين، تقديرا لهم ولما رأيته من اهتمام بالكتاب والقراءة بشكل عام”، مشيرا إلى أنه زار معظم الدول العربية، من الخليج إلى المحيط؛ “لكن المغرب وأطفال المغرب وشعب المغرب لهم طابع خاص مميز، لا يستوي مع غيرهم من الأطفال العرب”.
وأكد البكري أن “الكتابة للطفل ليست غاية في حد ذاتها أو سبيلا لغاية، بل هي غواية عند الأديب المحب المجد، يقصدها الجامحون المولعون بلا تطلعات أو أهدافه ذاتية، هم يتلذذون إذا كتبوا، ويستمتعون إذا انتهوا، لا يمنعهم بلاء ولا وباء، ولا قلة نشر أو انتشار، ولا مانع من الموانع من المضي قدما كالثوار، مؤملين النفس بجيل من الأحرار، يمشون بصبر وإصرار، ولا يملون الانتظار”.
وقال المتحدث: “لقد تشرفت، خلال رحلتي الطويلة نسبيا في عالم أدب الطفل وإعلامه، بلقاء عدد كبير من الكتَاب المجيدين الذين تحمسوا كثيرا في بداية مشوارهم لأدب الطفل؛ بَيدَ أنَ معظمهم كما تحمسوا وانحسروا مرة واحدة، ومنهم من آثر الابتعاد بهدوء دون صخب، ومنهم من هجر الأدب والإعلام كلية، ومنهم من يئس وتوجه لوجه أدبي وإعلامي آخر، لأسبابه الخاصة، أما أنا، فما زلت – كما بدأت – أحني رأسي تأدبا وإجلالا أمام سمو الطفولة ومكانتها، وكأني أسيرها”.
وشدد طارق البكري على أن “القصة عندي إن أعجبت كثيرا من الأطفال، ونالت ما نالت من الجوائز، تبقى قاصرة إذا لم تخرج من أحشائي؛ فالقصة عندي تشبهني كما يشبه الولد أبيه وأمه.. وكما أن الولد سر أبيه فإنَ القصة هي أيضا سرُ كاتبها، وأنا لا أعوِل كثيرا على تنامي اهتمام المتابعين العابرين بالنص الأدبي، ولا بكثرة مديحهم وثنائهم”.
وأشار الكاتب اللبناني المتخصص بأدب الطفل إلى أنه “كم من برامج ونصوص ‘هامشية’ تعرض على المحطات الفضائية ويلتم حولها الملايين، وكم من كتابات على الأنترنيت وفي الصحف والمجلات وهي في الحقيقة لا ترقى لتكون فنا ولا أدبا؛ فالعبرة عندي ليست بكثرة المتابعين؛ بل بجودة ما أقدمه، سواء قبلته دور النشر أم لم تقبله، وسواء فاز بجائزة أم لم يفز، لأن النص الطفولي الحي لا يحيا حقيقة ويخلد إلا إذا خرج من القلب ولم يدخل إلى الجيب”.
المصدر: وكالات