Close Menu
  • الاخبار
  • اخبار التقنية
  • الرياضة
  • الصحة والجمال
  • لايف ستايل
  • مقالات
  • منوعات
  • فيديو
فيسبوك X (Twitter) الانستغرام
الخليج العربي
  • الاخبار
  • اخبار التقنية
  • الرياضة
  • الصحة والجمال
  • لايف ستايل
  • مقالات
  • منوعات
  • فيديو
الرئيسية»الاخبار»اخبار المغرب العربي»كائنات “اللايف” .. مِنصة الإذلال العلني تعلق الأرواح على خط البث الحي
اخبار المغرب العربي

كائنات “اللايف” .. مِنصة الإذلال العلني تعلق الأرواح على خط البث الحي

الهام السعديبواسطة الهام السعدي15 ديسمبر، 20258 دقائق
فيسبوك تويتر بينتيريست تيلقرام لينكدإن Tumblr واتساب البريد الإلكتروني
شاركها
فيسبوك تويتر لينكدإن بينتيريست تيلقرام البريد الإلكتروني

فتحتُ صفحة “الليْفَات” كما يفتح المرء باباً لا يريد أن يرى ما خلفه… ومع ذلك يفتحه. وما إن انسكبت الصور والكلمات والوجوه حتى شعرتُ بشيء يشبه القرف، قرفٌ ليس من الناس، وإنما من الحالة التي وصلنا إليها: حالة ضجيج يظن نفسه تواصلاً، واستعراض يظن نفسه حياة، وثرثرة تُسمّى تعبيراً عن الذات بينما لا تعبر عن شيء سوى الفراغ وهو يتنكر في ألوان زاهية.

تساءلتُ باستغراب: كيف صرنا نحتفي بما لا يُحتفى به، نلتقط ما لا قيمة له، ونرفع من شأن ما كان ينبغي أن يظلّ في العتمة؟ كأن العالم انقلب فجأة وصار السطح هو العمق، واللاشيء هو الحدث، والضوضاء هي الرسالة. وربما ما يصدم أكثر هو أن كل هذا يحدث بقدر كبير من العادية، كأن الناس تعوّدوا على أن تُعرض حياتهم على الملأ مثل بضاعة رخيصة على عتبة متجر شعبي. لحظات كان يمكن أن تبقى ملكاً لروح الإنسان صارت تُفرش على الشاشات ليُداس عليها بالإعجاب أو بالسخرية… لا فرق. ورغم القرف، شعرتُ بدهشة صغيرة من قدرتنا العجيبة على أن نُسمي الفوضى حرية، والتشتت تواصلاً، والابتذال واقعاً يجب التعايش معه. شيء مقرف، حقّا، لأن ما أراه لا يفضح الآخرين، بقدر ما يفضحنا جميعاً: يفضح حاجتنا الغريبة إلى أن نتلصّص على ما لا يستحق النظر، وأن نهدر ما تبقّى من وعينا في متابعة ما لا يضيف شيئاً سوى طبقة جديدة من الفراغ. ولم أدرِ هل المشكلة في المنصّة، أم فينا نحن الذين صرنا نُربّي التفاهة كما تُربّى النباتات المنزلية، نسقيها بالمتابعة، ونُعرّضها لشمس الاهتمام حتى تنمو أكثر مما ينبغي.

منصّات تأكل أصحابها

أغلقتُ الصفحة لثوانٍ، ثم عدتُ وفتحتها من جديد، كما يفعل المدمن الذي يلعن سجائره وهو يشعل واحدة أخرى. قلت لنفسي إنني فقط أراقب، فقط أدرس “الظاهرة” بعقل بارد، كما لو كنتُ باحثاً في “سوسيولوجيا العبث الرقمي”. لكن الحقيقة أن جزءاً في داخلي كان يريد أن يرى الانهيار وهو يحدث ببطء: يرى كيف تتحول المشاعر إلى كلام قابل لإعادة التدوير، وكيف يُقاس معنى الإنسان بعدّاد المشاهدات والتعليقات والقلوب الصغيرة التي لا تشبه القلب في شيء. في “لايف” فتاة تبكي أمام الكاميرا لأنها افترقت عن حبيبها. تبكي، ثم تتوقف فجأة لتقرأ التعليقات، تضحك على نكتة، تشكر متابعاً، ثم تعود لتستدعي دموعها من جديد. الدراما هنا ليست ألماً خالصاً، وإنما “بروجيكت” صغير لإدارة الانتباه. الحزن صار “استراتيجية محتوى”، والدمعة صارت جزءاً من “الخطة التحريرية” للأسبوع. لم أعد أعرف: هل هي فعلاً متألمة، أم أن الألم نفسه تم تحويله إلى منتَج قابل للعرض والتحليل وتحسين الأداء؟

ثم شابٌّ يحكي قصته الملهمة: بدأ من الصفر، كان فقيراً، نام في الشارع، والآن “بفضل الله ثم دعمكم” صار يملك ملابس باسمه. يحكي القصة للمرة الألف، بنفس الانفعالات، بنفس الجمل، بنفس الوقفات الدرامية المدروسة. لا شيء عفوي، حتى الفقر القديم صار مجرد “أصل رمزي” يوضع في رأس المال العاطفي للحساب، يستثمره كل ليلة في “لايف” جديد ليضمن عائداً ثابتاً من التفاعل. مررتُ “بلايف” ثالث: مجموعة شباب في مقهى، هاتف في المنتصف، وضحك عالٍ بلا سبب واضح. يسخرون بمارّين في الشارع، يعلّقون على ملابس هذا، ومشية تلك، ويقرأون تعليقات المتابعين الذين يطالبون ب”فضايح أكثر”. هنا لا يوجد حتى مجهود لإخفاء القبح: التنمّر صار “ترفيها”، والإهانة صارت “كوميديا”، والآخرون مجرد خلفية ديكورية لـ«شو» يومي، يستهلك الكرامة مثلما تُستهلك علبة “شيبس” على الطاولة.

في زاوية أخرى من الشاشة، “لايف” لامرأة في منتصف العمر، تتحدث عن طبخة اليوم، عن مشاكلها مع الجيران، عن آلام ظهرها، عن ابنها الذي لا يسمع الكلام. شيء بسيط، ورتيب… لكنه هو أيضاً يتحول إلى عرض. بيتها الذي كان من المفترض أن يكون مساحة خاصة صار استوديو مفتوحاً، غرفة الجلوس تحوّلت إلى مسرح، والشكوى اليومية التي كانت تُقال لصديقة واحدة في الهاتف صارت خطاباً موجهاً لمئات الغرباء. تبخّرت الخصوصية مثل بخار الطبخ الذي يملأ المطبخ، لكن بخار الطبخ له رائحة… أما هذا فلا رائحة له ولا طعم.

استوقفتني لحظة غريبة: “لايف” لطفل لا يتجاوز العشر سنوات، يرقص على موسيقى سريعة، وأبوه في الخلفية يشجّعه ويقرأ تعليقات المتابعين. يطلبون منه حركات معيّنة، يضحكون على عثراته، يعلّقون على ملامحه، على جسده، على براءته التي تُستهلك أمام أعينهم. الطفل لا يدرك أنه تم تحويله إلى “أصل رقمي” في محفظة والده، إلى أداة لاستقطاب المشاهدات والهدايا. سيدرك لاحقاً، ربما، لكنه حينها سيكون قد تعلّم الدرس مبكراً: أن قيمته تُقاس بما يدرّه حضوره على الشاشة من “إيرادات رمزية ومالية”. بين “لايف” وآخر، تمرّ إعلانات صامتة في ذهني: إعلان عن زمن جديد، لا شيء فيه يبقى مجانياً أو بريئاً. الصداقة تُدار عبر خوارزميات، الحب يُصاغ في قوالب جاهزة، وحتى الحزن يجب أن يكون قابلاً للمشاركة، مختصراً، مفهوماً، يمكن استهلاكه بسرعة قبل أن ينتقل المشاهد إلى مأساة أخرى أكثر تشويقاً. كل شيء صار خاضعاً لمنطق السوق: من يملك الانتباه يملك السلطة، ومن يملك السلطة يملك حق تعريف ما هو “مهم” وما هو “مَضْيَعة وقت”… مع أن الاثنين في العمق قد لا يساويان أكثر من سطر في تقرير عن تآكل المعنى.

كيف ابتلعت المنصّة ما تبقّى من الروح؟

سألتُ نفسي: أين تذهب كل هذه اللحظات بعد انتهاء البثّ؟ أين يذهب الضحك المصطنع، الدموع المكررة، القصص المعادة، الفضائح الصغيرة، العتابات، الاعترافات، التّنمر، والمزايدات الأخلاقية الرخيصة؟ هل تذوب في ذاكرة الخوادم البعيدة كما يذوب الملح في الماء؟ أم أنها تبقى هناك، تتكدّس مثل نفايات رقمية في مكبّ هائل لا يراه أحد، لكنه يلوّث وعينا ببطء؟

نحن لا نرى هذا المكبّ، نرى فقط “الواجهة”: ألوان زاهية، تعبيرات مبالغ فيها، عناوين جذابة، وأرقام تلمع مثل جوائز وهمية في لعبة لا رابح فيها. الغريب أن كثيراً من هذه القصص متشابهة بشكل مُمل، وكأن الحياة نفسها تحوّلت إلى “قالب” يُعاد تعبئته. قصص حب تنتهي بالخيانة، قصص ظلم في العمل، قصص مرض ومعاناة، كلها تُروى بذات اللغة، بذات المسرحة، بذات التقطيع الدرامي. كأن الناس لا يعيشون تجاربهم ليعيشوها، بل ليحكوا عنها لاحقاً أمام الكاميرا. العيش نفسه صار مرحلة تمهيدية للإنتاج السّردي، للحلقة القادمة من مسلسل “أنا وحياتي” الذي لا يساوي في النهاية إلا الوهم الذي بُني عليه. في لحظة ما، أدركتُ أنني أنا أيضاً جزء من هذه الدائرة: أتقزّز من «اللايفات» بينما أراقبها، أهاجم هذا العالم وأنا أستهلكه.

ربما الاختلاف الوحيد أنني لستُ أمام الكاميرا… حتى الآن. لأن الخط الفاصل بين المتفرّج والمشارك رفيع جداً، يكفي أن تضغط على زرّ واحد، زرّ “بدء البث”، حتى تتحوّل من ناقد ساخط إلى منتِج جديد في سوق التفاهة. لا أحد في مأمن من هذا الجذب الصامت الذي تمارسه المنصّة على الجميع. أغلقتُ الهاتف أخيراً، شعرت أن رأسي ممتلئ بمشاهد لا تخصّني، بأصوات لا تعنيني، بأوجاع لا أستطيع حملها ولا أريد تبنّيها، وبسطحية تغلّفت بأسماء برّاقة: محتوى، تفاعل، مجتمع، حرية تعبير. كل هذا لم يكن في الحقيقة سوى طبقات مختلفة من الطلاء تُغطّي حقيقة واحدة بسيطة: أننا خائفون من مواجهة الفراغ الذي في الداخل، فنصنع حوله ضجيجاً مستمراً كي لا نسمع صمته، ضجيجاً لا يساوي في النهاية إلا الوهم… لكنّه وهم مركّب بعناية، مُصمَّم ليبدو حقيقياً بما يكفي كي نستمر في الإيمان به يوماً آخر.

لماذا نُشغِّل كاميرا الإذلال ثم نبكي على صورتنا؟

إليكم السلام يا كائنات وأشباح الـ«لايف» وعبّاد أيقونة البث المباشر. هل تعرفون ما معنى الإذلال؟ إنه أن تتحوّل حياتك كلها إلى مشهد جانبي في سيرك عمومي، ويكون أغرب ما في الأمر أنك أنت نفسك من يبيع التذاكر عند الباب. الإذلال هو أن تُعرِّي روحك لأول غريب يمرّ في الخَطّ، ثم تتساءل بعد ذلك: “علاش ما بقاش عندي حياة خاصة؟”؛ الإذلال أن تبكي أمام كاميرا مقلوبة، وتحكي عن جرحك العميق، بينما عينك الأخرى تراقب عدّاد المشاهدات، تتأكد أنه يرتفع بالسرعة الكافية ليستحق الألم هذا “الاستثمار العاطفي”.

الإذلال الحقيقي أن تظن أنك “تتمرد” على المجتمع بينما أنت في الحقيقة مجرّد منتَج مطيع لخوارزمية لا تهتمّ لا بحرّيتك ولا بتمرّدك… كل ما يهمّها هو أن تبقى على الخط، أن تستمر في الصراخ، في الضحك، في التشنّج، في الاستعراض، لأن كل ثانية إضافية من وجودك هناك تعني رقماً جديداً في تقارير الأداء. ويبلغ الإذلال ذروته حين يتعلّم الطفل مبكّراً أن قيمته تقاس بعدد المتابعين، لا بما يحمله من خيال أو ذكاء أو لطف. يُدفَع دفعاً إلى مقدّمة الكاميرا، يُطلب منه أن يضحك، أن يغنّي، أن يقلّد، أن يكرّر، بينما تُختزَن طفولته في خوادم بعيدة على شكل مقاطع متتالية.

يكبر وهو يحفظ ملامحه كما تظهر على الشاشة، وينسى أن له وجهاً آخر لا تلتقطه العدسات: وجهه وهو وحيد في غرفته، بعيداً عن التصفيق. الإذلال كذلك أن يعتاد المجتمع مشاهدة الإهانة حتى تفقدَ الإهانة معناها. ومع تكرار المشهد، لا يبقى في الذاكرة أثرٌ للجُرح، وإنما تبقى فقط النكتة التي ضحك عليها الجميع ثم مضوا. هكذا تتحوّل الكرامة إلى ثمن صغير يُدفَع في سبيل “الانتشار”؛ أما أخطر وجوه الإذلال فهو ما يحدث في الداخل، عندما ينقسم الإنسان على نفسه: جزء فيه يعلم أن ما يفعله لا يليق به، وجزء آخر يطالبه بالاستمرار لأن “الأرقام جيدة”.

وفي قلب كل هذه الصور، يبقى السؤال الأكثر مرارة: هل نحن ضحايا لمنصّاتٍ صنعت هذا الإذلال، أم شركاء في تكريسه؟ الحقيقة أنّنا في الغالب الاثنين معاً. نشتكي من الابتذال ونحن نغذّيه، نرفض الاستعراض ونحن نكافئه، نندّد بالفراغ ونحن نهرب إليه كلّما ضاقت بنا عتمة الداخل. لعلّ الشجاعة الحقيقية لم تعُد في قول كل شيء، وإنما في القدرة على أن نصمت قليلاً، أن نحتفظ لأنفسنا بما لا يصلح للعرض، وأن نعيد تعريف الكرامة بعيداً عن عدد العيون المحدّقة في شاشة صغيرة لا ترى إلا نصف الحقيقة.

لنتأمل؛ وإلى حديث آخر.

المصدر: وكالات

شاركها. فيسبوك تويتر بينتيريست لينكدإن Tumblr البريد الإلكتروني

المقالات ذات الصلة

تحليل أمريكي: قراصنة مرتبطون بـ”حماس” يشنون هجمات على المغرب

15 ديسمبر، 2025

“ريمالد” تبرز جديد المسطرة الجنائية

15 ديسمبر، 2025

“منهج سنغافورة” يتوج أستاذة مغربية بجائزة التربية لسنة 2025 في بلجيكا

15 ديسمبر، 2025

غياب أوناحي يقلق “جيرونا الإسباني”

15 ديسمبر، 2025

النقابة المستقلة للممرضين تدين التماطل

15 ديسمبر، 2025

المغرب ينخرط في النظام الدولي الجديد بتوازنات القوة والدبلوماسية الذكية

15 ديسمبر، 2025
اقسام الموقع
  • Science (1)
  • اخبار الإمارات (2)
  • اخبار الامارات (1)
  • اخبار التقنية (7٬044)
  • اخبار الخليج (43٬651)
  • اخبار الرياضة (60٬953)
  • اخبار السعودية (31٬066)
  • اخبار العالم (34٬566)
  • اخبار المغرب العربي (34٬757)
  • اخبار طبية (1)
  • اخبار مصر (2٬785)
  • اخر الاخبار (6)
  • اسواق (1)
  • افلام ومسلسلات (1)
  • اقتصاد (6)
  • الاخبار (18٬520)
  • التعليم (1)
  • الخليج (1)
  • الدين (1)
  • السياحة والسفر (1)
  • السينما والتلفزيون (1)
  • الصحة والجمال (20٬367)
  • العاب (2)
  • العملات الرقمية (4)
  • الفن والفنانين (1)
  • القران الكريم (2)
  • المال والأعمال (13)
  • المال والاعمال (1)
  • الموضة والأزياء (1)
  • ترشيحات المحرر (5٬869)
  • تريند اليوم (4)
  • تعليم (4)
  • تكنولوجيا (6)
  • ثقافة وفن (2)
  • ثقافة وفنون (2)
  • غير مصنف (9)
  • فنون (1)
  • لايف ستايل (35٬084)
  • مال واعمال (6)
  • مطبخ جحا (2)
  • مقالات (7)
  • منوعات (4٬536)
  • ميديا (1)
  • نتائج مبارة (3)
© 2025 الخليج العربي. جميع الحقوق محفوظة.
  • سياسة الخصوصية
  • اتصل بنا

اكتب كلمة البحث ثم اضغط على زر Enter