نظمت القنصلية العامة للمملكة المغربية بنيويورك، السبت، احتفالية وطنية بمناسبة الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، بحضور عدد من القناصل العامين الأفارقة والعرب المعتمدين لدى نيويورك، وممثل عن مقاطعة برونكس، إلى جانب أكاديميين وفنانين وإعلاميين ورياضيين مغاربة وأمريكيين، وكذا عدد من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالولايات المتحدة الأمريكية.
الحفل الذي استُهل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها عزف النشيدين الوطنيين المغربي والأمريكي، افتتح بكلمة للقنصل العام للمملكة المغربية بنيويورك، محمد آيت بيهي، أبرز فيها الأهمية التاريخية والمغزى العميق للمسيرة الخضراء، باعتبارها ملحمة سلمية فريدة من نوعها، جسّد فيها المغفور له الملك الحسن الثاني رؤية حكيمة جعلت من السلام سلاحا ومن الإيمان قوة لاسترجاع أقاليمنا الجنوبية إلى حضن الوطن الأم.
وأشار القنصل العام في كلمته إلى أن احتفال هذه السنة يكتسي طابعا خاصا، لكونه يتزامن مع أجواء الفرح التي ما تزال تعيشها الجالية المغربية بالولايات المتحدة الأمريكية عقب الانتصار الدبلوماسي الكبير الذي حققته بلادنا يوم 31 أكتوبر 2025 في ملف وحدتنا الترابية، بفضل الرؤية المتبصرة والدبلوماسية الحكيمة والفاعلة للملك محمد السادس، وبفضل دبلوماسية وطنية نشطة وثابتة جعلت من المغرب شريكا موثوقا ومسؤولا في خدمة السلم والأمن والتنمية.
كما عبّر المتحدث عن اعتزاز المملكة المغربية وافتخارها بجاليتها المقيمة بالولايات المتحدة الأمريكية، التي تزخر بكفاءات متميزة في مجالات الطب والبحث العلمي والفن والتكنولوجيا وريادة الأعمال، داعيا هذه النخب اللامعة إلى المساهمة الفعالة في مسيرة التنمية التي تعرفها بلادنا في شتى الميادين، وفي ترسيخ جسور التعاون والتفاهم بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية. كما حثّ على استلهام قيم ومعاني المسيرة الخضراء لتغذية الروح الوطنية والاعتزاز بالهوية المغربية لدى الأجيال الصاعدة، حفاظا على ارتباطهم بجذورهم وهويتهم حيثما كانوا.
وعرف الحفل مداخلة للأكاديمي الأمريكي إيميليو سبادولا (Emilio Spadola) من جامعة نيويورك، تناول فيها موضوع المسيرة الخضراء والنموذج المغربي في تحقيق الوحدة والتنمية، مشيدا بعبقرية الملك الراحل الحسن الثاني في تنظيم المسيرة الخضراء، ومسيرة التنمية الشاملة التي تعرفها أقاليمنا الجنوبية منذ ذلك الحين.
وأشار سبادولا إلى أن المغرب يُعد بلدا صديقا للولايات المتحدة الأمريكية، يتقاسمان معا قيم السلام والتعايش والتسامح الديني، كما يتقاسم المغرب ثقافته وتقاليده مع مختلف الجاليات الأجنبية المقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية.
ووفاء للكفاءات المغربية التي تشرّف وطنها أينما حلّت، شهدت الاحتفالية تكريم البروفيسور المغربي عبد السلام الإدريسي، من جامعة “ستاتن آيلاند” (Staten Island) الأمريكية، المتخصص في أمراض الأعصاب والمعروف بكفاءته العالية ومساهمته في تطوير علم الأعصاب، وقد جاء هذا التكريم تزامنا مع تكريمه من طرف الجامعة نفسها لإدراجه ضمن فئة 2% من العلماء الأكثر تأثيرا في العالم حسب تصنيف جامعة “ستانفورد” الأمريكية لسنة 2025.
وتميزت الاحتفالية بتنظيم معرض فني تشكيلي للفنانين المغربيين رشيد جويدة وكريم عمري، وثلاثة فنانين أمريكيين، عرضوا ما يقرب من عشرين لوحة تشكيلية أغنت هذه المناسبة بإبداعاتهم وساهمت في تخليد محطة بارزة من تاريخ وطننا، كما أبرزت الإشعاع الثقافي والحضاري للمملكة في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد تم خلال الحفل تقديم شواهد تقديرية اعترافا لهؤلاء الفنانين بأعمالهم المتميزة.
واختُتم اللقاء بحفل شاي على شرف الحضور، قُدمت خلاله أطباق من الحلويات المغربية نالت إعجاب الضيوف المغاربة والأجانب على أنغام موسيقية وطنية خالدة مجّدت لحدث المسيرة الخضراء، قدّمها فنانون مغاربة، عبّرت من خلالها الجالية المغربية المقيمة بالولايات المتحدة عن تعلقها الوثيق بأهداب العرش العلوي المجيد وتجندها الدائم وراء الملك محمد السادس للدفاع عن الوحدة الترابية والمكتسبات الوطنية.
المصدر: وكالات