الثلاثاء 30 ماي 2023 – 14:06
قناة عالمية تميزت عن غيرها من القنوات الفضائية العربية بشهرتها الواسعة على مستوى قارات العالم، مع تقديرنا لكافة وسائل إعلامنا العربي، ولكن عندما نتحدث عن الجزيرة على وجه التخصيص فهي اهتمت باختيار النخبة المتميزة تحت مظلتها، من ذوي الخبرات العالية في إدارة القنوات الفضائية، وتميزت باستقطاب مراسلين ومحللين ونقاد متمرسين في العمل الصحافي، كما اهتمت بالتقنيات الحديثة المتطورة التي يحتاجها الإعلاميون في تسهيل المهام الصعبة.
قد يختلف البعض معي في ما أقول حيال توجهات قناة الجزيرة في تناول بعض قضايا الساعة، وهذا طبيعي يحدث لأي قناة فضائية، ولكن يجب على المشاهد البسيط التعاطي مع الخبر الصحافي وتناوله من كافة الجوانب. وهناك فرق بين المشاهد العادي والمشاهد البسيط والمشاهد الصحافي الذي يميز الخبر وأبعاده، ويقرأ ما بين السطور دون التسرع في إطلاق الأحكام. وهذه التجارب مررت بها قبل تخصصي في مجال الإعلام، لكن تجاوزتها بعد دراسات معمقة.
ولا أخفيكم سراً أن قناة الجزيرة صقلت موهبتي باحتراف مهني، وطورت من قدراتي الصحافية في تلقي الأخبار من مصادرها وكيفية فرز المواضيع التي تتناولها نشرات الأخبار؛ لاسيما أني أقضي جل وقتي أمام شاشة التلفاز، بما لا يقل عن عشر ساعات، وقد تزيد حسب الأحداث والتغيرات.
وشدني كذلك تعامل شبكة الجزيرة مع ضيوفها فِي اللقاءات الإخبارية الساخنة، ومناقشة ما يدور في بعض الدول التي يكمن بها الصراع على نحو مستمر، مثل أحداث فلسطين والقدس، وما يحدث في سوريا ولبنان والسودان والعراق واليمن.
هذه العوامل التي ذكرتها في مستهل المقال جعلتني أهتم بشبكة الجزيرة؛ لم أقف عندها فحسب، بل تمكنت من أخذ جرعات تثقيفية مكثفة خلال الدورات المستمرة من خلال معهد الجزيرة للإعلام والدراسات، فهي كما تميزت بتقديم النشرات الإخبارية لم تنس محبيها في صقل المواهب لأجل تقديم أجيال جديدة تحمل رسالة الإعلام بطرق سليمة، وتؤهلهم لمستقل واعد لحمل المسؤولية، ويكونوا نواة لخدمة أوطانهم؛ فالإعلام اليوم هو واجهة الدول الكبرى، وهذا ما حرصت عليه الجزيرة القطرية، فهي اليوم واجهة عربية عالمية لا يمكن أن تضاهيها أي قناة، ونفخر بوجودها.
ولعل هذا الإنجاز الإعلامي قد يكن الوحيد الذي يحسب لنا كعرب في ظل سطوة الإعلام الغربي. وهذه الحقائق التي طرحتها قد لا تروق للبعض، لكنها الحقيقة التي لا يمكن نكرانها. ولن أستغرب محاولة تحريف مقالي، فرضا الناس غاية لا تدرك. وختامًا أقدم الشكر لكافة مراسلي الجزيرة في شتى بقاع المعمورة، ولكافة الإداريين في مكاتبها، ومن يقف خلف الكواليس من مصورين ومنتجي نشرات الأخبار.
(*) عضو هيئة الصحافيين السعُوديين
المصدر: وكالات