مع اشتداد قساوة البرد في مختلف دول العالم، وعلى الخصوص في أوروبا، عاد النقاش من جديد حول تحسين ظروف عمل العاملات الزراعيات المغربيات في الحقول الإسبانية.
ومن جملة المطالب التي كانت ومازالت تتعالى في الأفق، توفير ظروف عمل مناسبة في كل الفصول، مع إقرار مجانية التنقل وحرية الانخراط في العمل النقابي.
ويعيش هذا الملف على وقع جدل كبير سبق أن كشفته تقارير متطابقة حول “وجود عمليات الاستغلال المادي والجنسي” للعاملات المغربيات، الأمر الذي دفع هيئات المجتمع المغربي للدفاع عن حقوق النساء إلى إطلاق مذكرات تحوي العديد من المطالب.
من بين هذه الهيئات، فيدرالية رابطة حقوق النساء، التي جددت في مذكرة لها هذه المطالب، مؤكدة أهمية توفير ملابس مناسبة لفترة الشتاء لفائدة العاملات الزراعيات المغربيات في الحقول الإسبانية.
سميرة موحيا، رئيسة فيديرالية رابطة حقوق النساء، قالت إن “المذكرة التي تم إصدارها اليوم، تأتي بعد سلسلة من الترافع والحوار مع القطاعات المغربية المعنية منذ سنة 2018″.
وأضافت موحيا، في تصريح لهسبريس، أن سنة 2018 عرفت أيضا تقديم مذكرة تطالب بحماية كافة حقوق العاملات المغربيات، وذلك مع محطات أخرى كزيارة ميدانية للحقول التي يشتغلن فيها، ومن خلالها تم رصد مشكل كبير فيما يهم التنقل، والحصول على الخدمات الطبية، فضلا عن صعوبات متعلقة بإرسال النقود إلى عائلاتهن في المغرب”.
وبينت رئيسة فيديرالية رابطة حقوق النساء أن هنالك مطالب قوية في المذكرة الجديدة، تهم بالأساس توفير سكن لائق ومقاوم للبرد، وهو الحال بالنسبة لبدلات العمل”.
ومن بين المطالب الأخرى، وفق المتحدثة ذاتها، “توفير الحق في التمثيل النقابي، وعقود عمل تكون باللغة العربية أو باللهجة الدارجة، حتى تفهم العاملات المغربيات حقوقهن وواجباتهن، مع نبذ كل التصرفات التي يمكن أن تخلق نوعا من التمييز بينهن”.
“من المؤشرات الإيجابية، قانون الهجرة الجديد الذي تبنته إسبانيا في سنة 2022، والذي رصدنا أنه يلمس حقوق المهاجرين الذين يشتغلون وفق عقود عمل كما هو الحال لدى العاملات المغربيات في المزارع”، تتابع المتحدثة سالفة الذكر، مستدركة بأن “اتفاقية الهجرة الدائرية بين المغرب وإسبانيا لسنة 2001 يجب أن تراجع حتى تتناسب مع المتغيرات الحاصلة في الوقت الحالي”.
ومضت شارحة: “أهم نقطة يجب مراجعتها فيما يخص هاته الاتفاقية، هي ضمان غياب أي مظاهر للتمييز بين العاملات المغربيات الموسميات ونظيراتهن من الإسبانيات، مع إقرار الحقوق نفسها بما يمكن من توفير ظروف عمل مناسبة”.
بالإضافة إلى توفير عقود عمل باللغة العربية أو الدارجة، تقول موحيا: “يجب إقرار التوعية والتحسيس لفائدة العاملات المغربيات فيما يهم حقوقهن هناك في المزارع الإسبانية، سواء عبر توفير رقم أخضر، أو آلية رقمية تمكن من ذلك وقد تفيد أيضا في وضع شكاياتهن في حالة تعرضهن لأي مضايقة”.
وخلصت المتحدثة إلى أن “ظروف العمل يجب أن تكون مناسبة، خاصة في فترة البرد الحالية، من خلال توفير مساكن دافئة بها مياه ساخنة، وملابس واقية من البرد، مع مجانية التنقل”.
المصدر: وكالات
