بدواوير جماعة “أنكال” المنكوبة، حطت قافلة طبية تضامنية من مدينة واد زم، اليوم السبت، لتقديم مختلف الخدمات العلاجية لفائدة ضحايا زلزال الحوز.
تشمل هاته القافلة تقديم مختلف الأدوية، إلى جانب خدمات العلاج النفسي التي أصبحت “مطلبا هاما” في هاته المنطقة.
وتستمر الحملة الطبية التضامنية هذه من اليوم السبت إلى يوم الاثنين المقبل، وستصل إلى أبعد النقط الجغرافية المتضررة جراء الزلزال.
عبد العزيز لغيور، صيدلاني مشارك في هذه المبادرة الطبية، قال إن “هاته القافلة جاءت بفعل حس تضامني من داخل أسرة قطاع الصحة بمدينة واد زم”.
وأضاف لغيور، في تصريح لهسبريس، أن “الهدف هو تقديم مختلف وسائل التطبيب، من مضادات حيوية ومسكنات وأدوية خاصة بالجروح الطفيفة، ومختلف الوسائل العلاجية الممكنة”.
وتابع بأن “القافلة حرصت على أن تتضمن مختصين نفسيين، وذلك قصد تقديم الرعاية النفسية للضحايا، وهي أهم نقطة في هاته الفاجعة الأليمة، إذ يعرف الناجون اضطرابات ما بعد الفاجعة التي تؤثر على نشاطهم”.
وبحسب الصيدلاني من مدينة وادي زم، فإن “هاته القافلة تعبير واضح على أن المملكة المغربية قائمة بشعبها، ولا تحتاج أي مساعدات تذكر”.
وزاد: “نحن المغاربة، في جميع القطاعات، حرصنا على استحضار حسنا التطوعي، وذلك من أجل مساعدة هؤلاء الضحايا الذين يعانون بشكل كبير جراء هاته الفاجعة الاستثنائية”.
من جانبه، أفاد توفيق الشتواني، أخصائي في الطب العام بمدينة وادي زم رئيس الحملة الطبية التضامنية، بأن “القافلة تضم ممرضين، وأطباء، وأخصائيين في مختلف المجالات، بالإضافة إلى حمولة أدوية تقارب 2 طن”.
وصرح الشتواني لهسبريس بأن “الجسم الصحي بمدينة وادي زم اتحد منذ اللحظة الأولى قصد جمع الأدوية أولا، ثم التنسيق المشترك والتخطيط في المرحلة الثانية، ثم الانطلاق نحو مختلف دواوير إقليم الحوز”.
وتابع المتحدث ذاته شارحا: “تقتصر عملياتنا هنا على الإسعافات الأولية، من خلال تقديم العلاج للمصابين بالجروح الطفيفة، ثم الدعم النفسي. أما الحالات الخطرة، فمن غير الممكن إيجادها هنا، إذ إن السلطات قامت بواجبها في الأوقات الأولى من الحادث”.
بدورها، قالت جهوي دلال، طبيبة صيدلانية: “نحن نقوم بواجبنا حاليا، وهو تقديم الأدوية للمصابين جراء هذا الزلزال الأليم”.
وأوردت دلال لهسبريس أن “الحالات التي لمسناها من خلال عملنا، هي الصدمات النفسية، ونحن نقدم لها أدوية خاصة بالعلاج النفسي تحت إشراف المختصين في هذا المجال”.
وأوضحت المتحدثة ذاتها أن “القافلة تشمل جل الأدوية الممكنة لمساعدة الضحايا على العودة ولو بشكل نسبي إلى حياتهم وصحتهم المعنوية والجسمانية المعتادة”.
في السياق عينه، قالت كوثر أقشور، طبيبة صيدلانية بمدينة واد زم، إن “جميع القائمين على سير هاته القافلة لم يجدوا أي مبرر لرفض مد يد المساعدة للمواطنين المغاربة المنكوبين جراء الزلزال”.
وأضافت أن “القافلة لها هدف واضح هو الوصول إلى أبعد نقطة من الدواوير المتضررة قصد تقديم العلاج الممكن”.
“ركزنا على الجانب النفسي، وهو أمر ضروري من أجل تفادي الصدمات التي تحدث بعد الزلزال، فضلا عن جانب الصحة الغذائية، إذ رصدنا حالات كثيرة للتسمم بفعل بعض أنواع أغذية المساعدات التي تستهلك وهي منتهية الصلاحية”، تخلص أقشور.
المصدر: وكالات