مع حلول الذكرى الرابعة لوفاة مؤسس الحزب الديمقراطي الأمازيغي المحظور سنة 2008، أحمد الدغرني، مازالت فعاليات مؤمنة بتحقيق حلمها بتأسيس حزب مغربي جديد ذي مرجعية أمازيغية، مكتفية بجعل المرحلة الحالية “وقفة للتأمل وتعميق التفكير”.
هذه المرحلة، التي تأتي فيها ذكرى رحيل الدغرني، مطبوعة باستمرار “تحفّظ الداخلية” على تأسيس حزب بمرجعية أمازيغية، إذ أحالت ملف حزب “تامونت للحريات” يناير الماضي إلى القضاء الإداري، مبررة ذلك بـ”الأسس العرقية”.
وتتجه الأنظار السبت إلى مدينة تيزنيت (دوار إغرم ن كرار)، حيث تقام ككل سنة احتفالات رمزية بهذه الذكرى (زيارة قبر الراحل…)؛ وهي مناسبة، حسب نشطاء أمازيغ، لفتح نقاش جديد حول المسار السياسي للراحل.
بين “جدار وزارة الداخلية” وضرورة مواصلة التفكير في هذا المشروع السياسي يرى العضو في مجموعة الوفاء للبديل الأمازيغي عبد الله بوشطارت أن “هذه الذكرى تبعث الأمل من جديد في تأسيس حزب مغربي أمازيغي”.
وأضاف بوشطارت، ضمن تصريح لهسبريس، أن أطروحة الدغرني “البديل الأمازيغي” “مازالت تبعث الأمل في نفوس الحركة الأمازيغية بالمغرب من أجل تأسيس هذا الحزب، المبني على فكر مغاير ومتطابق مع القوانين الجاري بها العمل”.
وأورد المتحدث عينه أن “التحركات الأخيرة التي سارت إلى طرح أرضية ‘حركة النجوم الثلاثة’ وصلت في الوقت الحالي إلى مواصلة تعميق النقاش، حتى يتم تحقيق حجم كبير من الاستقطاب، الذي يصل أيضاً إلى غير الناطقين بالأمازيغية”.
واعتبر العضو في مجموعة الوفاء للبديل الأمازيغي أن فكرة الدغرني الممنوعة تعيد هذه الذكرى تجديدها، “كفكرة منبثقة من المجتمع بهدف تحقيق إصلاحات ببلادنا لا تقتصر فقط على اللغة”.
وبخصوص رفض وزارة الداخلية أوضح بوشطارت أن “الوفاء للبديل الأمازيغي دينامية اجتماعية تؤمن بالمؤسسات المغربية، وترى أن الدولة لا يجب أن تؤول القانون كما تريد، إذ إن الأسس العرقية لتأسيس الأحزاب أمر متجاوز تماماً”.
وختم الناشط الأمازيغي عينه بأنه “قبل التوجه رسمياً إلى تأسيس هذا الحزب ستقوم حركة الوفاء للبديل الأمازيغي بجهود للترافع عن قانونية هذا القرار، وستواصل إيمانها بتحقيق ذلك”.
من جانبه اعتبر بوبكر أونغير، المنسق الوطني لجمعية العصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان، أن “رحيل الدغرني سيبقى دائماً خسارة للفعل النضالي الأمازيغي بالمغرب، إذ كان شخصية فكرية كبيرة”.
وأضاف أونغير لهسبريس أن “فكرة تأسيس الحزب جديرة بالمناقشة، خاصة أنها تطرح إنصاف الأمازيغية عبر البوابة السياسية، وإن كان البعض يتحفظ على ذلك تجنباً لتسييس هذا الملف الوطني والمخاطرة به”.
وأكد المتحدث عينه أن “أهم شيء في شق الدفاع عن الأمازيغية هو توحيد الصف بين مختلف الفاعلين في هذا المجال، حتى يتم تحقيق هذا الإنصاف المنشود منذ مدة طويلة”.
المصدر: وكالات