عادت الحياة إلى قاعات السينما بالمغرب بعد طوابير الجمهور عليها خلال الأيام الأخيرة، التي تلت خروج فيلميْ “باربي” و”أوبنهايمر” إلى الأسواق، حيث شهدت القاعات إقبالاً مكثفا من طرف الشباب بمجموعة من الحواضر.
وحظي الفيلمان بشعبية جماهيرية عبر العالم، وهو ما انعكس أيضا على الجمهور المغربي، الذي ترقب صدورهما بفارغ الصبر، الأمر الذي عكسه حجم الحضور في قاعات السينما التي عانت فراغا كبيرا.
وتشهد جل قاعات السينما بالمغرب إقبالا ضعيفاً خلال فصل الصيف، باستثناء سينما “ميغاراما” بالدار البيضاء، التي تعرف حركية غير معتادة في نهاية الأسبوع، وكذا سينما “رونيسونس” بالعاصمة الرباط.
وفي هذا الصدد، قال الناقد السينمائي إدريس القري إن “موجة الإشهار المتصلة بالمجتمع الاستهلاكي العالمي ترتبط أساسا بشبكات التواصل الاجتماعي، وهو ما يظهر كذلك بالمغرب بشكل نسقي في إطار التقليد”.
وأضاف القري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “شباك التذاكر بقاعات السينما يخضع لمراكز القرار الكبرى في العالم، خاصة ما يتعلق بهوليوود”، مبرزاً أن “باربي فيلم دعائي بالدرجة الأساس، ولا يعكس أي عمق سينمائي”.
وأوضح أن “فيلم باربي يعيد إنتاج الأساطير الصناعية، التي تحمل نسبياً معنى سينمائيا يعيد الاعتبار للمرأة في السياق الرأسمالي”، مؤكدًا أن “تهافت الشباب على مشاهدته بقاعات السينما يأتي على غرار التهافت على شراء أحدث الهواتف”.
وتابع مستطردا أن “قاعات السينما تعرف عزوفا كبيرا من طرف الشباب، الذين لا يقبلون على مشاهدة الأفلام المغربية الجيدة، التي تندرج ضمن مفهوم “تمغربيت” ليس بمعناها السطحي المتداول”، موضحاً أن “هذه الحالة تعكس التبعية العمياء لكل ما هو رأسمالي بالمعنى التجاري”.
وأردف الناقد السينمائي أن “فيلم أوبنهايمر يخالف الفيلم السابق لأنه بريطاني من جهة، ولأن مخرجه مشهور من جهة ثانية، ولأن ممثله الرئيسي خارق للعادة من جهة ثالثة، لكنه يحمل أهدافاً يجب الانتباه إليها على اعتبار أنه يعكس صراع القوى الكبرى في العالم”.
وأشار إلى أن “التهديد النووي الوارد في مضامين الفيلم يعكس الاستراتيجية التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما تحدث عنه كبار المفكرين السينمائيين بالعالم، خاصة في ظل الصراع مع روسيا والصين”، خاتما تصريحه بالقول إن “بعض النقاد الصحافيين يغيّبون الحس النقدي العميق في قراءة هذه الإنتاجات”.
المصدر: وكالات