يحتفي مهرجان سينما البحر الأبيض المتوسط بتطوان، في إطار فعاليات دورته الـ29، بالمبدع المغربي والمخرج المتمرد على قواعد السينما فوزي بنسعيدي، نظير مشواره الفني الحافل بالإنجازات التي أغنى بها الخزينة السينمائية المغربية، وجعلته يبصم اسمه بحروف من ذهب كواحد من أبرز رواد الفن السابع بالمغرب.
وفي حوار مع جريدة هسبريس الإلكترونية، على هامش تكريمه، يتحدث فوزي بنسعيدي عن التكريم في تطوان، الصناعة السينمائية المغربية، الغياب عن التلفزيون ومواضيع أخرى.
ماذا يمثل لك التكريم في مهرجان تطوان بعد التكريم في مهرجان مراكش قبل أشهر؟
حقيقة جاءت التكريمات هذه السنة هكذا بدون سابق إنذار، أو بدون تهييء، لأن مهرجان تطوان فكر قبل شهور في هذا التكريم المختلف، بعد التكريم الجميل جدا في مراكش، مع فكرة عرض كل أفلامي، حتى القصيرة منها والفيلم الوثائقي الوحيد الذي أنجزته حول القاعات السينمائية، ما يمكن كل من لم يشاهد هذه الأعمال أن يكتشفها ويجعلني أقف وأنظر بعين ناقدة لما تم إنجازه، وكيف يمكن للإنسان أن يطور نفسه ويجددها كي لا يتكرر.
هل التتويجات التي تحظى بها الإنتاجات المغربية كفيلة بالقول إننا نملك صناعة سينمائية حقيقية؟
حقيقة عندما تكون الأمور في منحى غير صحيح يجب على الإنسان أن ينتقد، لكن عند وجود أمر جميل تجب الإشادة به. وما هو رائع هو حضور الجيل الجديد بقوة مؤخرا؛ الجيل الجديد من الشباب المخرجين الذين أتوا بقوة وسيأتون بقوة أكبر مستقبلا، فمازالت هناك مجموعة من الأسماء التي برزت في الفيلم القصير وستتألق في الفيلم الطويل، وأعتقد أنها ستشكل قفزة جديدة في السينما المغربية.
الحمد لله أننا نملك مخرجين بأفلام قوية شاركت في تظاهرات مهمة، مثل مهرجان كان وفينيس، ونالوا جوائز كبيرة، وهذا يبشر بالخير.
هل أخذت أضواء الفن السابع فوزي بنسعيدي من التلفزيون؟
نعم بالفعل. أعطيت الكثير في سبيل السينما وأخذتني أيضا من المسرح الذي اشتغلت فيه ويعجبني أن أعود إليه. وبالنسبة للتلفزيون يمكن أن أعود إليه يوما ما إذا كان هناك عمل جيد، لأنه يحتاج وقته إذا أردت تقديمه بشكل جميل.
ما هي المعايير التي تضعها أمامك قبل الاشتغال على عمل فني؟
في الفن بشكل عام أعتقد أن الفنان لا يجب أن يغش، أو يقدم أمورا بدون اقتناع. لذلك لا يجب صنع فيلم بسبب المال أو الشهرة والنجومية، وإنما الأمور التي يجب أن تدفع إلى صناعة فيلم هي حميمية أو مشروع فني وفكرة فنية تريد أن تدفع بها للأمام، وهذا ضروري جدا.
هل يمكن القول إن الأفلام الكوميدية أو التجارية بشكل عام أنقذت القاعات المغربية؟
ليست لدي مشكلة صراحة في رواج الأفلام المغربية في القاعات، فهذا التواجد جيد جدا، لكن الجميل أن تتواجد جميع الأجناس، خصوصا الأفلام التي تطلب من الجمهور أن يكون حاضرا بذكائه، وهي أفلام تتطلب نوعا من الوقت لتجد عشاقها، ويجب أن تترك في القاعات لكي يحدث نقاش حولها وتربية الذوق.
هذا ما أرى وجوب الحرص عليه، وألا يسير الكل في التوجه نفسه حول نوعية محددة من الأفلام التي يكون أحيانا همها هو الربح التجاري.
ما مشاريعك الفنية الجديدة؟
التقينا في مراكش وتحفظت عن ذكر ذلك، لكنني صراحة مازالت أشتغل في الكتابة حاليا على مشروعين في الوقت نفسه، ولا أعرف ما الذي سينتصر منهما، لأن الأفكار جذبتني كثيرا، ولم أقرر ما المشروع الذي سيرى النور أولا. لكن أعدك في الحوار القادم بأنني سأخبرك بتفاصيل حصرية.
كلمة أخيرة ..
شكرا هسبريس على المواكبة الدائمة، وأطلب من الجمهور أن يذهب للقاعات السينمائية، لأن الفرجة السينمائية لا يعادلها تلفزيون أو أي شيء آخر.
المصدر: وكالات