مع اقتراب فصل الصيف، جددت مجموعة من الفعاليات المدنية مطلبها المتعلق بتعزيز مستوى البنيات التحتية السياحية بالمناطق الجبلية، بالنظر إلى ضعف هيكلة المنشآت المحلية التي تحتاج إلى مزيد من الإصلاحات بعد تهالكها خلال السنوات الماضية.
وأشارت مصادر مهنية محلية إلى أهمية إحياء عدد من المنشآت السياحية بالمناطق الجبلية في ظل الديناميكية السياحية التي يعرفها المغرب، مبرزة أن مجموعة من الوحدات مغلقة بسبب التداعيات المالية للجائحة، بينما ما تزال وحدات سياحية أخرى في وضعية صعبة نتيجة غياب العناية.
لذلك، دعت تلك الفعاليات المهنية وزارة السياحة إلى إطلاق مخطط رسمي من شأنه إيلاء الأهمية للوحدات السياحية المحلية بالمناطق الجبلية والقروية، مؤكدة أن المهنيين في حاجة ماسة إلى الدعم المالي والمعنوي للترويج للمؤهلات الطبيعية الخلابة التي تحتضنها هذه المناطق، مشددة في هذا الجانب أيضا على ضعف التسويق بسبب قلة الإمكانيات.
في هذا الإطار، قال رضوان جخا، باحث في السياسات الاجتماعية والعمومية، إن “البنيات التحتية تلعب دورا جوهريا في استقطاب السياح بصفة عامة، تحديدا بالمناطق الجبلية، خاصة أن المغرب مقبل على فصل الصيف الذي سيعرف كالمعتاد درجات حرارة قياسية بحواضر الجنوب الشرقي، وبالتالي فهي فرصة جديدة للنهوض بالسياحة الجبلية بدرعة تافيلالت”.
وأضاف جخا، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “مناطق الجنوب الشرقي تزخر بالمناظر الخلابة وبتنوع الفضاءات الطبيعية وبطقسها الرائع، ما يجذب السياح، المغاربة والأجانب، الأمر الذي يستوجب توفير أرضية وبنى تحتية تحفز على تشجيع السياحة الجبلية”.
وأردف الفاعل عينه بأن “البنيات التحتية المطلوبة تتعلق بمراكز الاستقبال، وتتمثل أساسا في الوحدات الفندقية، وتعبيد المسالك الطرقية مع وضع علامات التشوير للتّعريف بالمناطق الجبلية”، مبرزا أن “الإشكال الأساسي يرتبط أيضا بضعف التسويق والتعريف بمؤهلات العديد من المناطق الجبلية الرائعة بالجهة، مما يستوجب على المجلس الجهوي للسياحة تعزيز التواصل الرقمي لتطوير السياحة الجبلية”.
واستطرد المتحدث بأن “المستثمرين أبناء المنطقة يفترض أن يضعوا لمساتهم على المنشآت السياحية الجنوبية، فلا يعقل مثلا أن تجد منطقة كإمغران، بجماعتين ترابيتين شاسعتين معروفتين بمستثمريهما، بمناطقها الخلابة وجغرافيتها المتميزة وبرودة طقسها صيفا، ضعيفةً جدا على مستوى السياحة الجبلية المهيكلة”.
وذكر الباحث ذاته أن “تلك المؤشرات سيؤدي تلاقحها والتقائيتها إلى مأسسة السياحة الجبلية بمفهومها الدقيق، لأنها الرافعة التنموية التي ستخلق دينامية اقتصادية بالمناطق الجبلية من جهة أولى، وستساهم في ترسيخ ثقافة الاستقرار مع تفاقم نسب الهجرة القروية المرتفعة خلال السنوات الأخيرة من جهة ثانية”.
وخلص جخا، في هذا السياق، إلى أن “وزارة السياحة مطالبة بوضع استراتيجية سياحية جهوية بالجنوب الشرقي قصد النهوض بالسياحة الجبلية والقروية”، معتبرا أن “مناطق الجنوب تتوفر على كنوز ثمينة يمكن أن تشكل رافعة تنموية مندمجة كبيرة، لكنها تحتاج فقط إلى رؤية استراتيجية محددة زمانيا بأهداف دقيقة”.
المصدر: وكالات