وجدت بعض الفعاليات الأمازيغية أن توفير المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لبعض أطره للتدريس في مسلك الإجازة المهنية الذي سيتم خلقه هذه السنة بالمدرسة العليا للأساتذة “يجب ألا يخرج عن سياقه، وأن يظل عملا مرحليا فقط ولا يصبح عملا بنيويا دائما”، على اعتبار أن “هناك العديد من الخريجين الحاصلين على الدكتوراه في اللغة الأمازيغية، ولهم “الأولوية” للقيام بهذه المهمة”.
في هذا الصدد، قال عبد الله بادو، مفتش تربوي، إن “تقديم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لأطره في هذه الفترة يعد حلا مهما؛ لكن يبقى ترقيعيا فقط، لأن تأهيل الموارد البشرية المتخصصة لا يزال يعرف تعثرا من الناحية الكمية”.
وأضاف بادو، في تصريحه لهسبريس، أن “مشاريع الأساتذة والأطر حتى بالنسبة للتكوين تبين أننا لا نتوفر على مكونين كثيرين”، لافتا إلى أن “أولئك الباحثين والخريجين المتوفرين يجب إدماجهم في المنظومة، حتى تأخذ الأمازيغية مكانتها كلغة تستعمل لتدريس مواد تربوية أخرى”.
وأشار المفتش التربوي إلى أن “الإشكال الذي قد يعترض عملية التدريس الحالية هو اللجوء إلى العربية أو الفرنسية؛ في حين أن الترسيم الفعلي يقتضي أن نفكر في إلزامية استعمال اللغة الأمازيغية في المسارات التكوينية كلها”، موضحا أن “الأطر التي درست بالأمازيغية تشكل فرصة سانحة لاستثمار إمكاناتها الحصرية وتطوير قدراتها الوظيفية في مجالات التكوين عبر توظيفها”.
وأكد المتحدث ذاته أن “الإشكال الذي نعاينه أنه قلما يتم التوجه لتوظيف الأطر المتملكة والمتمكنة من اللغة الأمازيغية.. ففي العادة، يتم تقديم الفرصة لأساتذة يضبطون المجال نظريا؛ لكنهم يوصلون الأفكار بغير الاعتماد على الأمازيغية، لأن العديد من الأقسام تتضمن طلبة غير ناطقين بها”، مشددا على أنه “يجب أن ننتقل نحو التدريس كليا بتمازيغت لنضمن حيوية اللغة وجودة التكوين، وهذا ما يمكننا منه الذين تكونوا في هذا الجانب”.
من جهته، لم يخف خالد بنعدي، أستاذ اللغة الأمازيغية بالسلك الابتدائي وباحث في سلك الدكتوراه، شعوره بـ”الاستغراب حين تم الإعلان عن الشراكة التي تجمع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالمدرسة العليا للأساتذة”، معتبرا أن “الأولوية يجب أن تكون للذين قضوا سنوات طويلة في التكوين بالأمازيغية، وبعد ذلك احتكوا بالميدان ودرسوها للتلاميذ بالاعتماد عليها بشكل خالص دون إدخال لغات أخرى أثناء التدريس”.
وأضاف بنعدي، في تصريحه لجريدة هسبريس، أن “أطر المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يمكنهم أن يُجروا دورات تكوينية، سواء للأساتذة أو للطلبة في مسلك الإجازة المهنية؛ لكن مهمة التدريس طيلة سنوات التكوين يجب أن تكون مهمة الذين درسوا بالأمازيغية في الجامعة وحصلوا على دبلومات وشواهد تخول لهم ذلك عن جدارة واستحقاق”، مؤكدا: تدريس تيفيناغ والمعارف المرتبطة بها يجب أن يكون فرصة لتقديم تكوينات في المستوى”.
وقال الإطار التربوي إن “هؤلاء الذين قضوا سنوات طويلة في الدراسة بتمازيغت يحتاجون فقط تأهيلا ديداكتيكيا للتدريس بها ونقل معارفهم إلى الطلبة”، لافتا الانتباه إلى أنها “ستكون فرصة أيضا لخلق فرص شغل أكثر للذين تخصصوا في الأمازيغية، لا سيما في ظل الخصاص الذي يعرفه القطاع وصعوبة تنزيل التعميم عموديا وأفقيا على كل الأسلاك كما هو مخطط له من طرف الوزارة”.
المصدر: وكالات