يحتفي العالم يوم 14 يونيو باليوم العالمي للمتبرعين بالدم، الذي يعد فرصة سنوية للاعتراف والإشادة بالحس التطوعي والإنساني للمتبرعين بهذه المادة الحيوية، وكذا التأكيد على أهمية هذا العمل الإنساني النبيل في إنقاذ أرواح الملايين من البشر في العالم، إذ أثبت الواقع العملي أن رهان تحقيق الاكتفاء الذاتي من مخزون الدم في أي دولة يرتبط بإشاعة ثقافة التبرع بهذه المادة.
في المملكة المغربية، يؤكد المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم أن تحقيق الاكتفاء الذاتي الوطني من مشتقات الدم تحتاج معه البلاد إلى أكثر من ألف كيس من الدم بشكل يومي، مسجلا أن “عدد التبرعات بالدم وصل إلى أكثر من 382 ألفا برسم العام الماضي، بزيادة بنسبة 11 في المائة مقارنة بالعام الذي قبله”، فيما ارتفعت نسبة التبرع خلال رمضان الماضي بنسبة 14 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
ويراهن المركز خلال هذه المناسبة، بالتنسيق مع فعاليات المجتمع المدني ومجموعة من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، من خلال تنظيم أنشطة تحسيسية وحملات للتبرع بالدم في مختلف جهات المملكة، على رفع منسوب الوعي المجتمعي بأهمية التبرع في سد احتياجات مراكز تحاقن الدم وإنقاذ حياة من هم في أمس الحاجة إلى هذه المادة، خاصة في ظل اقتراب فصل الصيف الذي يعرف في العادة انخفاضا في أعداد المتبرعين.
في هذا الإطار، قال عبد الرزاق هواش، رئيس الرابطة المغربية لجمعيات المتبرعين بالدم، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن “اليوم العالمي للمتبرعين بالدم الذي أقرته منظمة الصحة العالمية، هو مناسبة عالمية للاحتفاء والإشادة بالمتبرعين المنتظمين الذين يساهمون في إنقاذ الأرواح من خلال التبرع بهذه المادة الحيوية التي لا يوجد أي بديل لها”.
وتابع بأن “هذا اليوم هو أيضا مناسبة للتذكير بأهمية هذا العمل الإنساني النبيل الذي يحتاجه العديد من الأشخاص وبشكل يومي؛ إذ إن الحاجة على هذا المستوى لا تشمل فقط الأشخاص المرضى وإنما أيضا الأصحاء الذين قد يتعرضون لا قدر الله لحوادث يفقدون على إثرها كميات مهمة من الدم، ومن هنا تظهر أهمية التبرع في إنقاذ حياة الآخرين وفي ضمان الأمن الصحي على هذا المستوى”.
وأشار هواش إلى أن “الجمعيات النشطة في هذا المجال تنظم خلال هذه المناسبة السنوية مجموعة من الأنشطة التحسيسية والتوعية من أجل توسيع قاعدة المتبرعين وإنعاش المخزون الوطني من هذه المادة”، مبرزا أن “هذه الجمعيات تتعاون مع مراكز تحاقن الدم في إطار من التنسيق والانسجام لضمان انتظام التبرع واستدامة ثقافته في أوساط المجتمع”.
وذكر رئيس الرابطة المغربية لجمعيات المتبرعين بالدم أن “فترة الصيف التي لا تفصلنا عنها سوى أيام معدودة، تعد فترة حرجة بالنسبة للتبرع بالدم بحكم انشغال المواطنين بالاصطياف والسفر والترفيه، وبالتالي تناقص أعداد المتبرعين الذي يوازيه ارتفاع في الاحتياجات، بحكم أن الصيف يعرف ارتفاعا في نسبة حوادث السير”.
ودعا هواش المواطنين إلى “التوجه بكثافة إلى مراكز التبرع بالدم، وإحداث مراكز متنقلة لهذه الغاية في الشواطئ والشوارع والساحات العمومية من أجل استقطاب المزيد من المتبرعين خلال هذه الفترة”.
المصدر: وكالات
