تحت عنوان “فزعة الجالية المغربية في ليبيا”، أطلق مجموعة من الفاعلين المدنيين المغاربة المقيمين على الأراضي الليبية حملة تضامنية مع ضحايا الفيضانات التي هزت مدينة درنة شرقي البلاد، مخلفة وراءها آلاف الضحايا والمفقودين.
وتهدف هذه الحملة التي أطلقها مغاربة ليبيا، بالتنسيق مع “مفوضية المجتمع المدني” التابعة للمجلس الرئاسي الليبي، والتي تمتد لعشرة أيام، إلى جمع التبرعات والمساعدات العينية لمصلحة المواطنين الليبيين في الجهة الشرقية، ضحايا إعصار دانيال الذي ضرب السواحل الليبية.
في هذا الصدد، قال حمزة بوديوان، مغربي مقيم بليبيا وأحد منظمي هذه الحملة، إنه “منذ وقوع هذه الكارثة لم تتردد الجالية المغربية المقيمة بليبيا في التعبير عن أسفها وتضامنها وتعاطفها مع الإخوة الليبيين جراء ما حل بهم، إضافة إلى البحث عن طريقة لمساعدتهم على تجاوز محنتهم”، وزاد: “تم التواصل بداية مع مفوضية المجتمع المدني من أجل الحصول على ترخيص لإطلاق هذه الحملة، وقد حصلنا عليه بالفعل”.
وأضاف بوديوان: “هذه الحملة تأتي كالتفاتة تضامنية تجاه الليبيين وتجاه ليبيا، خاصة أن العديد من المغاربة قضوا فترات طويلة في هذا البلد، وتربطهم علاقات مميزة مع مواطنيه، وبالتالي كان لزاما علينا في إطار الاعتراف بفضلهم أن نسجل نحن كذلك حضورنا ولمستنا في هذا المد التضامني الذي عبرت عنه مجموعة من الدول والمنظمات مع ليبيا في هذا الظرف العصيب”.
ولفت المتحدث ذاته إلى أن “فزعة الجالية المغربية بليبيا تهم أساسا جمع المساعدات العينية، كالمواد الغذائية والأدوية والأفرشة وغيرها”، مشيرا إلى أن “الحملة تنتهي في الـ20 من الشهر الجاري بالنسبة للمتبرعين، على أن تقوم بعدها الجهات القائمة عليها بتسليم الفواتير والتقرير النهائي للحملة إلى مفوضية المجتمع المدني، ليبدأ بعد ذلك إرسال التبرعات إلى المتضررين في المناطق المنكوبة”.
وسجل بوديوان، في تصريحه لهسبريس، “انخراطا كبيرا لأفراد الجالية المغربية في هذه الحملة، إذ عبروا عن استعدادهم، كل حسب استطاعته، لمساعدة أشقائهم الليبيين في تجاوز آثار هذه الكارثة الطبيعية التي حلت بهم”، مردفا: “هذه هي المرحلة الأولى فقط من هذه الحملة، إذ نعتزم في قادم الأيام تنظيم حملة أخرى بالتنسيق دائما مع الجهات الليبية المختصة”.
وخلص المغربي المقيم بليبيا إلى أن “المرحلة الأولى من الحملة همت أكثر من عشر مدن ليبية، خاصة تلك التي تعرف تواجدا كبيرا للمغاربة، على غرار بنغازي وسبها وطرابلس وزليتن والخمس”، لافتا إلى أن “مغاربة ليبيا أبانوا عن حس تضامني منقطع النظير مع إخوانهم المتضررين، على غرار باقي الجاليات الأخرى التي نظمت حملات مشابهة”.
يذكر أن السلطات المغربية بدورها، رغم الزلزال الذي ضرب الحوز وانشغالها بمساعدة المناطق والقرى المتضررة، قامت بإرسال فريق يضم خبراء ومتخصصين في هندسة السدود إلى ليبيا، من أجل تقييم الوضعية الحالية للسدود ومساعدتها تقنيا على تخطي هذه الأزمة.
المصدر: وكالات