انطلقت، مساء الاثنين، منافسات جائزة الحسن الثاني لـ”التبوريدة”، المنظمة تحت إشراف الجامعة الملكية المغربية للفروسية في حلبة دار السلام بالرباط، بمشاركة 18 سربة من مختلف جهات المملكة، حضر جمهور كبير لتتبع عروضها خلال أول أيام المنافسات.
جائزة الحسن الثاني لـ”التبوريدة” هي تتويج لمسار من الإقصائيات التي شاركت فيها مئات السربات في مختلف مناطق المغرب، أفرزت الفرق التي ستنافس على مدار الأسبوع الجاري في مضمار دار السلام على جوائز مالية بقيمة 175 مليون سنتيم.
وتجري منافسات جائزة الحسن الثاني وفق نظام صارم بهدف الحفاظ على جودة فن “التبوريدة” انسجاما مع إرثها التاريخي العريق، حيث تتكون كل سربة من 15 فارسا رسميا، يُشترط أن يكونوا مؤمّنين وبالغين من العمر 17 عاما فما فوق.
ولإبقاء إشعاع فن “التبوريدة” مستمرا والحفاظ على هذا الإرث التاريخي، تشارك في المسابقة أيضا ست سربات مكونة من الفرسان الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و17 عاما، يُشترط فيهم الحصول على موافقة أولياء أمورهم.
وتشمل القواعد العامة التي ينبغي على المشاركين في جائزة الحسن الثاني لـ”التبوريدة” الخيول كذلك، إذ يجب أن تكون من صنف بربري أو عربي بربري وحاملة لوثيقة التعريف ومسجّلة باسم مالكها الجديد وأن تكون بالغة من العمر 3 سنوات أو أكثر وملقّحة ضد زكام الخيول.
وبالرغم من أن منافسات الجائزة تنظم في مضمار عصري ووفق الشروط التي تنتظم فيها المنافسات الرياضية الحديثة، فإنها حافظت على بعدها التقليدي وعلى كل الطقوس المعروف بها فن “التبوريدة”.
وقبل ارتداء الفرسان لأزيائهم التقليدية يتوضؤون ويقرؤون سورا من القرآن ثم يرفعون أكفهم بالدعاء قبل أن يمتطوا صهوات خيولهم وينتظمون في صفوف متراصة عند بوابة الحلبة.
وتنطلق العروض بأداء كل سربة لعرض تقديمي (أداء التحية) أمام لجنة التحكيم بهدف تمكين الحكّام الموجودين في منصات عند خط الوصول من تنقيط الخيول والسروج واللباس وتناغم السربة أثناء التحية أو “الهدة”.
وتخوض كل سربة، خلال كل يوم من المنافسات، 3 سباقات، ويركّز تنقيط الحكام على الانطلاق واللعب والطلقة؛ فكلما كان السباق سريعا ومنظما، وتناسقت الحركات بالبنادق، وأُخرج البارود بشكل موحد، تنال السربة تنقيطا عاليا.
وتنال السربة التي أفلح فرسانها في توحيد لحظة الضغط على الزناد أيضا “تنقيطا رمزيا” من طرف الجمهور، يتمثل في التصفيق الحار والزغاريد وهتافات التنويه التي تلي كل طلقة جيدة، في حين يعقب الطلقة السيئة فتورُ حماس الجمهور.
وتبلغ القيمة المالية التي ستنالها السربة التي ستفوز بالميدالية الذهبية 500 ألف درهم، وستنال السربة التي جاءت في الرتبة الثانية 300 ألف درهم، في حين تحصل السربة صاحبة الميدالية النحاسية على 200 ألف درهم.
وبالنسبة لفئة الشبان، ستنال السربة الفائزة بالميدالية الذهبية 100 ألف درهم، وتنال السربة الفائزة بالميدالية الذهبية 70 ألف درهم، في حين تُمنح السربة صاحبة الرتبة الثالثة 40 ألف درهم.
المصدر: وكالات