رسالةٌ خاصة من دينيس فرانسيس، رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، وُجّهت من مدينة طنجة التي تحتضن فعاليات أول مؤتمر لـ”قمة إفريقيا الزرقاء”، تنظمه أكاديمية المملكة المغربية بشراكة مع المنتدى العالمي للبحار و”الموسم الأزرق”، بحضور مسؤولين أمميين وسياسيين ومدنيين وخبراء اقتصاديين من إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا.
وهنّأ المسؤول الأممي المغرب وقائده الملك محمدا السادس على العمل من أجل “جعل الخط الساحلي الإفريقي مكانا للسلام، والازدهار المشترك الذي يمسّ الجميع”، عبر مبادرات من بينها هذا المؤتمر الذي يناقش ويفكر في الإستراتيجيات التي ينبغي على القارة الإفريقية الأخذ بها في سبيل صيانة بحارها، ومن ثمّ أمنها البيئي والغذائي والجغرافي، وسلامة ساكنتها.
ودافع دينيس فرانسيس عن أن “السلام المستدام” ينبغي أن يكون في “قلب عملنا في هذه الأوقات”، ثم ذكر أن طنجة، المدينة الواقعة بين المحيط والبحر، بين إفريقيا وأوروبا، هي “المكان المثالي لتنظيم هذا اللقاء”، خاصة وإفريقيا “بزغت كقوة ساحلية”، ينتقل عبر بحارها “الناس، والطاقة، والموارد البحرية”.
وشدّد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة على ضرورة مضاعفة الجهود المخصصة لحماية البحار، في ظل وجود “تهديد وجودي”، هو “ارتفاع مستوى المياه” الناتج عن التغير المناخي.
وأكّدت الرسالة الأممية الخاصة أن “الاقتصاد الأزرق” يمكن أن يكون “محركا كبيرا للنمو المستدام”، عبر توفير “فرص الشغل، وأمن غذاءِ الملايين بالقارة الإفريقية وخارجها”.
ودعا المسؤول الأممي إلى استكشاف “كافة موارد التمويل المستدامة”، للانتقال إلى “الاقتصاد الأزرق”، علما أن النجاح يتحقق عندما ينخرط في تحقيق هذا المقصد العلماء والناس.
وليست إفريقيا قارة أصل الحضارة الإنسانية فقط، بالنسبة للمتحدث، بل هي أيضا قارة تحمل وعدا كبيرا “للسلام وحقوق الإنسان والازدهار والتنمية”، ما يقتضي العمل وإبرام الشراكات القوية لتجاوز عوائق التنمية بها، وتحقيق الأهداف الأممية المسطرة في أجندتي 2030 و2060.
وفي هذا السبيل، تتطلب القارة دمج الجهود الدولية، وجهود الاتحاد الإفريقي، ومنظمات وجمعيات دولية أخرى، حسب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي وجّه عبر مؤتمر “قمة إفريقيا الزرقاء” بطنجة دعوة عالَمية لـ”الاستثمار في التنمية المستدامة للقارة، حتى لا يبقى أيّ بلد في العالم متروكا خلف الرّكب”.
المصدر: وكالات