تكريم لعز الدين الخطابي، المترجم والباحث في الفلسفة والسينما والعلوم الإنسانية، واحتفاء بمنجزه احتضنه مقر منظمة التضامن الجامعي المغربي – المكتب الإقليمي لفرع فاس.
وقد بلغ العدد الإجمالي لمؤلفات وترجمات هذا الكاتب والمترجم 96 منشورا، بين “كتب فردية وثنائية وجماعية، تنتمي من حيث مواضيعها إلى حقول الفلسفة والعلوم الإنسانية والأدب والسينما والفن عموما”.
وتضمن برنامج هذا اللقاء، وفق ورقة توثيقية للناقد ومؤرخ السينما أحمد سيجلماسي، “كلمة تقديمية باسم الجهة المنظمة “التضامن الجامعي المغربي” ألقاها الكاتب العام الإقليمي بفاس الأستاذ عبد الفتاح بناني، وقراءة جامعة مانعة في كتاب “فلسفة وعلوم التربية” (نصوص من ترجمة المحتفى به) شارك بها الباحث الأكاديمي الدكتور عز العرب لحكيم بناني، رئيس مختبر الفلسفة بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، وتكريما لعز الدين الخطابي شمل أربع شهادات في حقه قدمها أساتذة من أصدقائه وزملائه. واختتم اللقاء بالاستماع إلى كلمة مسجلة بعث بها المكرم، الذي تعذر عليه الحضور لأسباب صحية خارجة عن إرادته، بعد أن سُلمته بمنزله شهادة وفاء وتقدير مع درع التكريم”.
وذكرت الورقة أن عبد الفتاح بناني قد تحدث عن عز الدين الخطابي “صديقا وإنسانا” مشيدا بـ”نبله وتواضعه ودماثة أخلاقه”، و”مستعرضا جوانب من ذكرياته معه منذ مرحلة الطفولة، خصوصا أنهما كانا ينتميان إلى نفس الحي بفاس العتيقة، ومذكرا بجديته والتزامه ومسؤوليته ونضاله الجمعوي والنقابي والحقوقي عندما كان يشتغل أستاذا للفلسفة من 1978 إلى 1996 إلى جانبه بثانوية أم البنين بفاس. كما أشار باختصار إلى أهم المراحل في مسيرته المهنية كأستاذ من ثانوية أم البنين بفاس إلى المدرسة العليا للأساتذة بمكناس (شعبة الفلسفة) وجامعة المولى إسماعيل”.
أما الأكاديمي عز العرب لحكيم بناني فقد اهتمت ورقته بكتاب “فلسفة وعلوم التربية”، الصادر عن دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع والترجمة بالأردن سنة 2020، قائلا إن محتوياته “نصوص منتقاة تتمحور حول فكرة أساسية هي الإقرار بالتلازم الحاصل بين التربية والقيم، لمفكرين وبيداغوجيين من قبيل كيرلان وبوطي وفينيو وآخرين، ترجمها عز الدين الخطابي وقدم لها. ولم يتوقف بالعرض عند مضامين هذه النصوص فحسب؛ بل ناقش ما جاء فيها من أفكار فلسفية وتربوية وغيرها بعمق الباحث المتخصص وحسه النقدي”.
وتابعت الورقة: “معلوم أن للأستاذ لحكيم بناني معرفة سابقة بالخطابي منذ العصر الذهبي لحركة الأندية السينمائية بفاس، كما ترسخت العلاقة بينهما بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس عبر مشاركتهما معا في مجموعة من الندوات الفكرية، وله اطلاع واسع على كتاباته وترجماته المختلفة”.
وخُصّص الشق الثاني من اللقاء للتكريم، حيث “ألقيت أربع شهادات في حق الدكتور الخطابي، الأستاذ والإنسان والباحث والمترجم والسينفيلي (محب السينما) والمناضل الجمعوي والحقوقي والنقابي، من طرف الأساتذة أحمد سيجلماسي وزهور المرساوي وعبد الكريم غريب ولحسن سحيسح، سلطت بعض الأضواء على مسيرته المهنية، أستاذا وباحثا ومؤطرا، والإبداعية، كاتبا ومترجما وناقدا سينمائيا ومنشطا ثقافيا، وخصاله الإنسانية النادرة وأخلاقه الرفيعة”.
واستمع الحاضرون، حسب المصدر المذكور، إلى كلمة شكر لعز الدين الخطابي بالمناسبة، سجلها في مقر سكناه، ونصها: “أتقدم بجزيل الشكر والامتنان للأخوات والإخوان أعضاء المكتب الإقليمي لمنظمة التضامن الجامعي المغربي، فرع فاس، ولجميع الصديقات والأصدقاء المشاركين في هذا الحفل التكريمي الذي لم تسعفني ظروفي الصحية لحضوره مع كامل الأسف. كما أقدر هذه العناية من طرفكم، كدليل على السلوك الراقي والفاضل الذي يساهم في تعزيز ثقافة الاعتراف، وفي تنشيط العمل الثقافي الجاد ببلادنا، وهي عناية جسدها شعار هذا التكريم الجميل وهو: لقاء الوفاء”.
المصدر: وكالات