جاء في رسالة وجهها إبراهيم غالي، زعيم تنظيم “البوليساريو”، إلى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، تعزية منه جراء الأحداث الإرهابية التي مست محافظة كرمان، ربطه لهذا الحادث بـ”حربه الوهمية” ضد المغرب.
وقال غالي، وفق الرسالة ذاتها، إن “إن ما تعرضتم له من إرهاب وقتل للأبرياء هو ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة، ونتعرض له نحن في الصحراء اليوم من قبل أشرار جمعتهم عقيدة القتل والظلم والتوسع؛ مما يحتم استمرار المقاومة وتقوية أدواتها وتطوير أساليبها”.
وفي تناقض واضح، سعى زعيم تنظيم “البوليساريو” الإرهابي إلى ربط عملياته المسلحة والتصعيدية، والتي تتعارض مع توصيات قرارات مجلس الأمن المتكررة منذ سنة 2020، بعمليات المقاومة في فلسطين وتبرئتها من أي تشابه مع ما مس الأراضي الإيرانية مؤخرا.
وكانت “البوليساريو” قد شنت هجوما إرهابيا على مدينة السمارة المغربية، أدى إلى مقتل شاب وإصابة 3 آخرين، كما عرفت مدينة أوسرد هجوما آخر فاشلا.
وتحاول الجبهة الانفصالية، منذ تحرير معبر الكركرات، جر المملكة المغربية إلى حرب مسلحة؛ وهو الهدف الذي فشلت فيه قيادة الرابوني المدعومة من الجزائر، في ظل التزام مغربي متواصل باتفاق وقف إطلاق النار لسنة 1991.
وتكشف الرسالة ذاتها سعي غالي إلى طلب الدعم الإيراني المسلح في حربه الوهمية ضد المملكة المغربية، في وقت سبق أن كشفت فيه تقارير متطابقة “طلب قيادة الرابوني للسلاح الإيراني تزامنا مع بدء حرب غزة”.
انتحار الجبهة متواصل
البشير الدخيل، قيادي سابق بـ”البوليساريو”، قال إن “غالي يوضح أن الجبهة تواجه انتحارا وفقدانا للأمل، في الخروج من فترة الكركرات والتي ورط فيها نفسه إلى حدود اللحظة”.
وأضاف الدخيل، ضمن تصريح لهسبريس، أن “غالي أعلن، سنة 2020، حربا من طرف واحد، والتي لم تحقق أي جدوى إلى حدود اللحظة، في نوع من التعنت القاتل الذي لا يمكن له أن يأتي بشيء إيجابي، وفقط هي استمرار لحرب بالوكالة”.
وأوضح المتحدث ذاته أن “هذا الملف يوجد في مجلس الأمن، ويحوم حول إيجاد حل تفاوضي وليس حربي، واصطفاف غالي مع إيران هو اتحاد من أجل الإرهاب وقتل الأبرياء بشهادة دولية”.
ولفت القيادي السابق بـ”البوليساريو” إلى أن “غالي، الذي يريد أن يتشبه بالمقاومة الفلسطينية، هو لا يعلم أن الفرق بينهم عميق وواضح”، لافتا بذلك أن “رغبة البوليساريو في الحصول على أسلحة إيرانية ليست جديدة، ورسالة غالي تأكيد جديد لذلك فقط”.
تجديد الولاء
وسجل عصام لعروسي، خبير أمني وسياسي، أن “جبهة البوليساريو اعتادت هذا الربط والتشبيه بينها وبين المقاومة في فلسطين، في محاولة واضحة للتضليل؛ فيما هو تأكيد على توصل الجبهة للدعم العسكري الإيراني”.
وأضاف لعروسي لهسبريس أن “الأجهزة الثورية الإيرانية، وعلى الخصوص الحرس الثوري، هو من يتولى مهمة إمداد وتدريب عناصر الجبهة بالسلاح، في إطار أهدافها للتوغل في القارة الإفريقية”.
واعتبر المتحدث ذاته أن “إيران وجدت ضالتها في جبهة البوليساريو، وإن كانت العقائد الإيديولوجية لا تتطابق مع حزب الله؛ في حين أن قيادة الرابوني تدور فقط في فلك الجزائر”، مؤكدا أن “رسالة غالي تأكيد على تجديد البوليساريو للولاء لإيران”.
وزاد: “موقف البوليساريو في حالة اهتزاز، باعتبار أن أطروحتها لتقرير المصير أصبحت متجاوزة بشكل كلي في العصر الحالي ولا تجد حلا سوى التعويل على أصدقائها المتبقين؛ مثل إيران التي تسعى إلى نشر خبثها في المنطقة”.
وأورد لعروسي أن “الدعم الإيراني للجبهة موجود ومؤكد، وله دلائل ملموسة؛ مثل تلقي التدريب من قبل حزب الله والحرس الثوري. كما أن قيادات من الرابوني لها علاقات مشبوهة مع طهران، فضلا عن وجود قيادات من الحرس الثوري في الجزائري بثياب دبلوماسية”.
المصدر: وكالات