“عيد الكتاب” يحتفي بذاكرة شفشاون والكاتب الخنيفي في مدينة تطوان

في إطار برنامج عيد الكتاب بمدينة تطوان في دورته 23، المنظم من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)، بتعاون مع عمالة الإقليم وجماعة تطوان، والذي اشتمل على العديد من الفعاليات الثقافية والتربوية والأمسيات الشعريّة والورشات الفنيّة وتقديم آخر الإصدارات، عرف فضاء المعرض تقديم كتاب “شفشاون حواسُّ المكان.. عوالم حياتية وهويات منسيّة” للكاتب والإعلامي عبد الجواد الخنيفي، من تقديم الناقد والأكاديمي المعتمد الخراز. وقد قام بتنسيق فقرات هذا اللقاء الأدبي الروائي عبد الجليل الوزاني التهامي.

وافتتح المعتمد الخراز، الذي وسم ورقته بـ”شاعر ينثر ذاكرة المدينة”، بالكشف عن علاقة الشعراء والكتاب والفنانين بالمدن التي مثّلت توائم أرواحهم، معتبراً أن كتاب الخنيفي، الذي استعاد فيه ذاكرة مدينة شفشاون وأثّث هويتها ووثّق تاريخها بشقيه المادّي وغير المادي، هو استعادة لماضي المدينة قصد ربطها بحاضرها وما عرفته خلاله من تحولات خلال فترتي الاستعمار والاستقلال في جوانب العمران والمعمار والفنّ والعادات والتقاليد والمهن والحِرف والقيم.

وذكّر المتدخّل بأن الخنيفي برهن في نصوص كتابه عن مهارة في التّسجيل والسّرد والتّصوير، بالإضافة إلى اعتنائه باللغة الشفشاونية العامية التي جعلت الكتاب معجماً للألفاظ الشفشاونية المحلية، من خلال التعريفات التي قدمها والكشف عن الفروقات اللغوية الدقيقة بين مصطلحاتها.

وزاد الخراز قائلا: “أمّا على مستوى استراتيجية الكتابة، فقد اختار المُؤلف أن تكون نصوص كتابه نسيجاً حوارياً بين أجناس فنيّة وأخرى أدبية، حيث أبرز حضور الصور الفوتوغرافية وكذا جنس السّيرة الذي تجلّى في السيرة الذاتية والغيريّة وسيرة المكان.. ناهيك عن توظيف شذرات مكثفة، تقدّم تأمّلات في المكان والشخصيات والطفولة والحياة عبر الحوارات والشهادات والتصريحات وغير ذلك”.

من جانبه، أوضح عبد الجواد الخنيفي أنه حينما راودته فكرة إصدار الكتاب حول مدينة شفشاون بيت القلب والروح وشجرة الظلّ الواسعة، والذي نشر معظم موادّه بجريدتي “هسبريس” و”العلم”، كان هاجسه الأوّل والأخير هو تجديد الصلة بماضي مدينة شفشاون المتوهّج والنفاذ إليه، وإشراك القارئ في الإنصات إلى حواسّ المكان والهويّة والذاكرة كي نستعيد معاً بعض تلك المسارات والمساحات الهاربة بالأثر وبالامتدادات الحضارية وبنبض الحياة وبخصوصيات العادات والتقاليد والأصوات والتجارب والمصائر والحكايات.

جدير بالذكر الكاتب والإعلامي عبد الجواد الخنيفي صدر له كتاب “الإنسان والكون في شعر عبد الكريم الطبال” عن منشورات “بيت الشعر في المغرب” سنة 2019، كما له الدواوين الشعرية: “الخيط الأخير” عن منشورات وزارة الثقافة المغربية سنة 2007، و”زهرة الغريب” عن منشورات “بيت الشعر في المغرب” سنة 2014، و”أبتسِمُ للغابة” عن منشورات “رابطة أدباء الشمال” سنة 2018.