الإثنين 17 يوليوز 2023 – 01:00
سلطت ورقة بحثية حديثة الضوء على إشكالية الدينامية التي يعرفها الغطاء النباتي الطبيعي والمغروس بساحل دكالة؛ وذلك من خلال رصد محركات هذه الدينامية وتحديد اتجاهاتها علاقة بالوضع البيئي الراهن، في محاولة لاستشراف واقع هذا الغطاء بالمنطقة خلال السنوات القليلة المقبلة في ظل “غياب أية تدخلات أو مبادرات ترميمية له”.
الورقة البحثية المعنونة بـ”الغطاء النباتي بدكالة بين عوامل الهشاشة الطبيعية ومعاول الاستغلال البشري، حالة الساحل الجنوبي لإقليم الجديدة”، المنشورة ضمن عدد هذا الشهر من “مجلة الدراسات الإفريقية وحوض النيل”، التي تصدر عن “المركز الديمقراطي العربي”، أشارت إلى “التدمير الذي يتعرض له الغطاء النباتي الطبيعي والمغروس بالمنطقة، الذي يستفحل سنة بعد أخرى نتيجة الاستغلال غير المنظم له والتصرف العشوائي فيه”.
المصدر عينه سجل “غياب تعزيز الجهود الرقابية من لدن الجهات المعنية”، مما يجعل المسؤولية في هذا الإطار مشتركة ما بين السكان المحليين والجهات الرسمية التي يدخل الحفاظ على الغابات وصيانتها في صلب اختصاصاتها؛ ومن ثم، فإن “تخلي الدولة عن دورها التنظيمي والرقابي والتطويري للرصيد الغابوي”، بالمجال المدرُوس، يشجع السكان على استغلاله بشكل غير عقلاني، ويجعله عرضه للتدمير والتدهور والتراجع.
وينتمي المجال المدروس في إطار هذه الورقة البحثية لإقليم الجديدة، ويقع بالضبط جنوب هذه الأخيرة ابتداء من الجرف الأصفر إلى غابة الحدود الجنوبية لجماعة الواليدية، على مساحة تقدر بأكثر من 51 هكتارا.
فعلى مستوى الغطاء النباتي المغروس، أوردت نتائج الدراسة أن الرصيد الغابوي المغروس بالساحل سيختفي بعد 12 سنة على أبعد تقدير؛ بالنظر إلى وضعية الاستغلال الحالية دون الأخذ بعين الاعتبار النمو الديمغرافي الكبير بالمنطقة وتزايد الضغط على مجالها الغابوي. كما سجل المصدر ذاته مجموعة من الأنشطة التي تساهم في تدهور هذا الغطاء النباتي؛ على غرار قطع الأشجار لبيع خشبها للأفران ولجوء الرعاة إلى تشذيب الأغصان الطرية وتقديمها ككلأ لقطعانهم، خاصة خلال فصلي الصيف والخريف.
أما على مستوى الغطاء النباتي الطبيعي، فإنه “يتجلى في المنطقة في بعض التشكيلات العشبية وشبه الشجرية على غرار الكندول والدوم”، إلا أنه هو الآخر يعرف تراجعا كبيرا، وتعرض خلال السنوات الأخيرة للتدمير بشكل كبير، حيث يتم القضاء على الغطاء النباتي الطبيعي الذي يظهر بعد سقوط الأمطار الخريفية نتيجة “تركيز عمليات الإرعاء المبكرة التي تقضي على نموه وتكاثفه”، وبالتالي تدهور المراعي هي الأخرى.
مراد عرابي وغازي عبد الخالق، الباحثان من جامعة ابن طفيل بالقنيطرة اللذان أنجزا هذه الدراسة، اعتمدا للوصول إلى هذه النتائج على الخرائط الطبوغرافية وصور الأقمار الاصطناعية، إضافة إلى العمل الميداني من خلال القيام بزيارات عديدة للمنطقة لرصد مظاهر تدهور الغطاء النباتي وتوثيقها فوتوغرافيا.
المصدر: وكالات