يستعد “العملاق” الصيني “Ningbo Orient Wire & Cable” للدخول باستثمارات في مشروع الربط الكهربائي بين المغرب وبريطانيا، والمملوك لشركة “إكسلينكس” (Xlinks).
ووفق وكالة “رويترز”، فإن “الشركة الصينية تريد شراء حصة 2,4 في المائة في XLINKS FIRST LIMITED مقابل خمسة ملايين جنيه إسترليني، وحصة أخرى نسبتها 8.5 في المائة، بقيمة عشرة ملايين جنيه إسترليني”.
وشركة “Ningbo Orient Wire & Cable” تنتمي إلى القطاع الخاص، والكبرى في الصين في مجال تزويد حلول الكابلات البحرية، مع توفير البحوث والتطوير والتركيب والصيانة ثم الإصلاح.
حسب الموقع الرسمي للشركة الصينية، فإنها تمتلك أكثر من 98 في المائة من حصة سوق الكابلات البحرية في الصين، وتعتبر أول مسلم في تاريخ الصين للكابلات البحرية.
ويواصل المشروع “الضخم” بين المغرب وبريطانيا حصد التمويلات الأجنبية، إذ من المرتقب أن تزود “إكسلينكس” سبعة ملايين منزل بريطاني بـ3.6 جيجاواط من الكهرباء المستمدة من مصادر الطاقة المتجددة بالمغرب.
ويشكل دخول الاستثمار الصيني في هذا المشروع انطلاقة “قوية” وفق عمر الكتاني، خبير اقتصاد، إذ قال: “الصين ستساهم، من خلال ذكائها، في اختيار هذا المشروع في تسريع إنجازه بشكل كبير”.
وبيّن الكتاني لهسبريس أن “الشركات الصينية جد ذكية باختيارها للمشاريع التي تربط المغرب بدول أخرى؛ أهمها الربط الكهربائي، الذي من المرتقب أن يشكل سابقة اقتصادية في العالم”.
واعتبر المتحدث أن دخول الاستثمار الصيني في هذا المشروع يعزز التوجه العالمي بضرورة إبعاد منطق المعسكر الشرقي والغربي في المعاملات والفرص الاقتصادية المتوفرة.
وزاد: “الشركات الصينية واعية تماما بالفرص التي توفرها المملكة المغربية في المنطقة، باعتبارها منطقة ولوج مهمة إلى العمق الإفريقي، وتنطلق منها للخروج من الانكماش فقط في المحيطين الأوروبي والأسيوي”.
وأبرز الخبير الاقتصادي أن وجود بريطانيا والمغرب في هذا المشروع يضع جميع المستثمرين العالميين أمام “شركاء جد موثوقين، ولهم طموح كبير للغاية من أجل خدمة التنمية والاقتصاد العالميين”.
وأجمل الكتاني قائلا: “الصين مهمة جدا بالنسبة لهذا المشروع نظرا لتوفرها على السيولة المالية، وكلفة الإنتاج المنخفضة؛ الأمر الذي سيعطي انطلاقة أكثر من قوية لهذا المشروع”.
من جانبه، قال إدريس الفينة، محلل اقتصادي، إن دخول الاستثمار الصيني في هذا المشروع “نقطة إيجابية للدفع به إلى مرحلة التسريع، حتى نرى النتائج المتوقعة على المستوى الميداني”.
وأوضح الفينة أن هاته الاستثمارات التي تشهدها المشاريع الاستراتيجية المغربية مع الدول الأخرى تظهر “فعالية استراتيجية الاعتماد على رأس مال القطاع الخاص في إنجازها”.
وأكد المتحدث لهسبريس أن “هذا المشروع ينتظر، حاليا، فرصا كبيرة من أجل نجاحه، خاصة في ظل دخول الصين التي من المرتقب أن تقوي حجم التمويلات المطلوبة”.
وشدد الفينة على أن هذا المشروع يتطلب تكنولوجيا متطورة وأيضا دفعة حقيقية من أجل تفعيله”، لافتا إلى أن “الصين ستكون، إلى جانب الاستثمارات الأخرى المقبلة، مفتاحا لحل هاته الأبواب”.
المصدر: وكالات