عقب الاعتراف الرسمي بمغربية الصحراء .. تل أبيب تمني النفس بسفارة في الرباط

“تطورات متسارعة” تشهدها العلاقات المغربية الإسرائيلية بعد الرسالة التاريخية التي وجهها بنيامين نتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس حول “اعتراف تل أبيب بسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية”.

فبحسب مصدر مطلع من داخل مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط تحدث إلى جريدة هسبريس الإلكترونية، فإن “العاملين بتمثيلية تل أبيب بالرباط تلقوا أخبارا في وقت متأخر من يوم أمس الإثنين، مباشرة بعد إعلان الحكومة الإسرائيلية اعترافها بمغربية الصحراء، حول وجود ترقية للمكتب إلى مرتبة سفارة”.

المصدر عينه كشف أن “هاته الأخبار تبقى غير رسمية إلى حدود الساعة، لكن من المرتقب أن تعلن تل أبيب عن حقيقة الأمر بشكل رسمي في الوقت المستقبلي”.

في المقابل، رجح مصدر مطلع بالكنيبست الإسرائيلي، في حديث لهسبريس، أن “يتم الارتقاء بمكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط إلى مكانة سفارة، خاصة بعد أن قامت تل أبيب بخطوة الاعتراف”، مشددا على أن “الأمر ليس رسميا إلى حدود الساعة، لكنه منطقي تماما”.

وسعت تل أبيب بشكل حثيث منذ عودة علاقاتها مع المملكة المغربية سنة 2020 إلى ترقية مكتب الاتصال الإسرائيلي إلى مرتبة سفارة، غير أن عائق “عدم وضوح موقفها من قضية الصحراء المغربية” وقف أمام ذلك، لكن مع الاعتراف التاريخي يوم أمس الإثنين، يبدو أن هدف تل أبيب قريب من التحقق.

عبد العزيز قراقي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، قال إن “الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء، كما هو الحال لدى الولايات المتحدة الأمريكية، يؤكد عدم وجود أي عائق جديد للارتقاء بمكانة مكتب الاتصال الإسرائيلي إلى سفارة”.

وأضاف قراقي، في تصريح لهسبريس، أن “هذا الأمر دليل على احترام أطراف الاتفاق الثلاثي لوعودهم، وخاصة للشروط التي وضعتها المملكة المغربية من أجل تحقيق تقدم كبير في العلاقات بين تل أبيب والرباط”.

وبحسب المتحدث عينه، فإن “عملية الارتقاء بمكتب الاتصال الإسرائيلي إلى سفارة، ستتم وفق أجندات زمنية متفق عليها بين الطرفين، مع وضع شروط محددة، ومشاورات ثنائية إما بتسريع الإجراءات أو الاحتفاظ بالبناية التمثيلية نفسها كما هو الحال لدى كل التمثيليات الديبلوماسية في مختلف دول العالم”.

وشدد أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط على أن “وجود سفارة إسرائيلية بالمملكة المغربية من شأنه أن يقوي العلاقات الديبلوماسية بين الرباط وتل أبيب، كما سيسهل المأمورية أمام الأخيرة لفتح قنصليات في مدن أخرى بالمملكة المغربية”.