برغماتي، مندفع، ذكي.. هكذا كان يوصف عزيز رباح داخل حزب العدالة والتنمية، سواء من طرف خصومه أو مقربيه.. أصبح اليوم يرأس جمعية مدنية بعدما غادر حزبه الذي نشأ فيه لسنوات.. نكسة الحزب في اقتراع شتنبر 2021 أحدثت هزات داخل الحزب منها خروج رباح. هاجمه عبد الإله ابن كيران أكثر من مرة سواء صراحة أو علانية لكنه تفادى الرد عليه.. لكنه اليوم يبصم على منعطف لم يجرأ أحد داخل الحزب عليه. إنه الاستقالة من الحزب وبناء تجربة جديدة قد تتحول إلى حزب سياسي.
جرى انتخابه بالإجماع حيث كان المرشح الوحيد، في جمع حضره حوالي200 شخص، أغلبهم وجوه غير معروفة. يحرص رباح على عدم إظهار استقطابه وجوها بارزة من الحزب حتى لا يفسر ذلك بأنه انشقاق. حرص أيضا على التأكيد بأن جمعيته مدنية ولن تتحول لحزب في محاولة لتهدئة هواجس الحزب.
ينحدر رباح من جماعة دار الكداري (إقليم سيدي قاسم)، التي شهدت ولادته سنة 1962. حصل سنة 1981 على شهادة البكالوريا في شعبة العلوم الرياضية ليلتحق بالمعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي بالرباط.
كانت أول جمعية يرأسها هي جمعية خريجي المعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي قبل أن يتوجه إلى كندا لاستكمال تكوينه العملي في جامعة “لافال” التي رجع منها بديبلوم الماستر في نفس تخصصه.
خاض تجربة تدبير الشأن المحلي من خلال رئاسته للمجلس الجماعي لمدينة القنيطرة عقب الانتخابات الجماعية لسنة 2009، ليترأسها من جديد من الولاية الانتدابية التي أفرزتها انتخابات سنة 2015، قبل أن يتوارى إلى جانب قيادات في الحزب إلى الوراء عقب النكسة التي لحقت بالعدالة والتنمية في انتخابات 8 شتنبر 2021.
كان حسب أحد مقربيه مرشحا لقيادة العدالة والتنمية بعد ولاية العثماني، إلا أن بعض التصريحات التي أدلى بها جرت عليه الكثير من السخط داخل الحزب وداخل حركة التوحيد والإصلاح ومن تلك التصريحات إعلانه في برنامج تلفزيوني استعداده لزيارة إسرائيل بصفته الرسمية كوزير، إذا طلب منه ذلك.
ولم يسلم رباح من انتقادات وقفشات عبد الإله ابن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الذي طالبه في إحدى المناسبة بأن ينتظر دوره، في إشارة إلى أنه يتسابق لقيادة الحزب.
وكان رباج من قياديي الحزب الذي أعلنوا صراحة مُعَارضتهم لإعادة انتخاب ابن كيران لولاية ثالثة على رأس الأمانة العامة للحزب، خاصة بعد إعفائه من مهمة تشكيل الحكومة وإسناد ذلك إلى سعد الدين العثماني أواخر سنة 2016.
رباح يقول بأن ابن كيران” قدم للحزب والمغرب الكثير وعليه أن يترك قيادة الحزب في المرحلة المقبلة لجيل جديد”. فعل ستكون جمعية “مبادرة” نواة لحزب سياسي جديد..هذا ما سنعرفه في السنوات المقبلة..
المصدر: وكالات