تواصل حقينة سدود المملكة تسجيل نسب “مقلقة”، وفق الخبراء والمهندسين الزراعيين، رغم التساقطات المطرية التي شهدتها مختلف مناطق البلاد في الأسابيع الأخيرة، ما يبرز بلوغ البلاد مرحلة “حرجة” من حيث ندرة المياه.
وحسب أرقام المديرية العامة لهندسة المياه التابعة لوزارة التجهيز والماء، أمس الأربعاء، لم تتجاوز نسبة ملء سدود المملكة 25.6 في المائة، باحتياطي إجمالي بلغ 4130.7 ملايين متر مكعب.
ورغم انتباه الجهات الوصية على الأمن المائي للمغرب إلى ضرورة دعمه بمصادر أخرى غير التساقطات المطرية التي باتت البلاد تسجّل عجزاً قياسياً فيها، كإحداث محطات لتحلية مياه البحر، إلا أن خبراء ينبّهون إلى تأخر في الإنجاز في ظل تفاقم الوضعية المائية.
ويرى المهندس الزراعي محمد بنعطا أن الأهمية البالغة لمحطات تحلية المياه وراهنية الحاجة إليها في المغرب خلال السنوات الأخيرة تجعل من تشييدها بسرعة والاعتماد عليها في أقرب وقت لتوفير مياه الشرب –على الأقل- ضرورة ملحّة.
وأضاف بنعطا، ضمن تصريح لهسبريس، أنه “في ظل التأثير الواضح للتغيرات المناخية على نسبة التساقطات في البلاد فمن الواضح أن الأرقام المسجّلة على مستوى سدود المملكة ستواصل التضاؤل مع مرور الوقت”.
ويرى المتحدث ذاته أنه “إلى جانب محطات تحلية مياه البحر يجب التفكير في معالجة المياه المستعملة في المنازل، لاستغلالها في سقي المناطق الخضراء، موازاة مع إطلاق حملة واسعة لإصلاح شبكات توزيع المياه التي تُساهم في تبذير نسبة مهمة من المياه الصالحة للشرب”.
من جانبه قال كمال أبركاني، أستاذ بالكلية متعددة التخصصات بالناظور، إن “المغرب انخرط في ورش محطات تحلية مياه البحر، لكنها تبقى، إلى حدود الساعة، غير كافية أمام حجم العجز المائي المسجّل”.
وأوضح أبركاني، في تصريح لهسبريس، أن “مجموعة من مشاريع محطات تحلية ماء البحر مبرمجة منذ نحو 3 سنوات، لكنها مازالت في مرحلة طلب العروض، ما يمكن أن يُعزى إلى عدة عوامل من بينها العامل الاقتصادي المرتبط بالأزمة التي يعيش على وقعها العالم”، وفق تعبيره.
ويرجع التأخر في إنجاز بعض هذه المحطات أيضاً، وفق الخبير ذاته، إلى “اهتمام المغرب بمشاريع راهنية أخرى في الصدد نفسه، تتعلّق بمحاولات وقف ضياع ملايين الأمتار المكعبة من المياه التي تصب في البحر”.
وعلى الصعيد المجالي، نبّه الأستاذ بالكلية متعددة التخصصات بالناظور إلى أن “جهة الشرق من بين الجهات الأكثر حاجة إلى محطة لتحلية ماء البحر لتدبير الندرة في هذه المادة الحيوية خلال السنوات المقبلة”.
المصدر: وكالات