الجمعة 19 دجنبر 2025 – 03:08
رحل عن دنيا الناس الشاعر عبد المجيد بنجلون، الباحث في تاريخ شمال المغرب استعمارا ومقاومةً، والمترجم، الذي خلف عالم الاجتماع عبد الكبير الخطيبي على رأس “القلم الدولي” بالمغرب.
نعى بيت الشعر بالمغرب “الشاعر والمترجم والأكاديمي عبد المجيد بنجلون”، وذكر أنه في سنة 2018 أصدر البيت الأعمال الشعرية للفقيد “الذي تميزت كتابته الشعرية بالشذرية، ونجحت في الجمع بين ماء الشعر وعمق الفكر”.
رحل بنجلون في سنة عيشه الحادية والثمانين، بعد مسار من البحث الأكاديمي بجامعة محمد الخامس، والشعر باللغة الفرنسية، والرسم.
في حوار مع الشاعر والأكاديمي عبد اللطيف الوراري، قال الراحل عبد المجيد بنجلون إن الفلسفة قد شغلت في حياته أحد أهم مراكز اهتمامه، وكانت حاضرة بقوة دائما في محاضراته الجامعية بكلية الحقوق، وأثرت أيضا في شعره.
وتابع الفقيد في الحوار: “جئت إلى اللغة الفرنسية كوسيلة للكتابة خارج إرادتي، ولا أقول بطريق المصادفة لأنه كان قرار والدي، بل مصيري الذي قيضه الله لي. كنت أكتب وحسب باللغة الفرنسية لعقود، وحتى يومنا أعتبرها لغة أجنبية، وأكرر ذلك عن قصد. لكن في ظل هذه الظروف، هل يحق لي، مع كل ذلك، أن أتخذ موقفا عدوانيا من الفرنسية، أو أن أعتبرها كما قال كاتب ياسين «غنيمة حرب»؟ ألف مرة لا!”.
يفسر الراحل عبد المجيد بنجلون ذلك بأسباب، منها: “من خلال الفرنسية أدفع نفسي إلى واحدٍ من أجمل الآداب الموجودة؛ ومن خلال تفاعل الترجمات من هذه اللغة نحو لغات أخرى لا أعرفها، تمكنت في جميع الأوقات من الوصول إلى كل ما هو مكتوب في العالم أساسا (…) ولما كان الأمر كذلك، أقول لك، وأكرره، إنني آسف بشدة لعدم تمكني طوال حياتي من الكتابة باللغة العربية. بالفعل، وقد أعلنت ذلك علانية في محاضراتي التي استمرت لعقود في كلية الحقوق في الرباط أكدال، حين اعتبرت الأمر حالة شاذة بعد نصف قرن من الاستقلال؛ إذ لا يزال يتعين علينا تقديم محاضرات باللغة الفرنسية بدلا من العربية”.
أما بالنسبة “للجدل الدائر حول الفرنكوفونية”، فأجاب الشاعر بتعبير فرنسي: “أنا بعيد، وبعيد جدا، عن المشاركة ولو بدرجة أقل في هذا الجدل الذي أعتبره عقيما، الذي يتخذه البعض سانحة إلى استخدام اللغة الفرنسية بيننا، ولا سيما في مجال الكتابة الأدبية، كما لو كانت حصان طروادة للفرنكوفونية، وبالتالي إلى استعمار فرنسي جديد. أعرف من أكون أنا، وما هي ثقافتي، ولا أعتقد للحظة أنني من أتباع الفرنكوفونية، أو أدافع عنها بيننا. لذلك، فإن اللغة الفرنسية أفادتني كثيرا في حياتي الخاصة والعامة، وفتحت أمامي آفاقا في العالم بأسره. وهذا ليس ضربا من المفارقة بالنسبة إلى كل ما أتيت على قوله، فإذا كانت ثمة لغة عليّ الدفاع عنها فهي لغتي العربية، وليس الفرنسية، على الرغم من كل الخدمات التي قدمتها لي هذه اللغة دائما”.
المصدر: وكالات
